"المآذن".. علت المساجد على أيدي الأمويين

أول مئذنة بالبصرة بناها "زياد بن أبيه"


"المآذن".. علت المساجد على أيدي الأمويين



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

• [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
  
• [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
  
• [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
  
• [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
  
• [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
  

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الجامع الأزهر بالقاهرة
إعداد: إيمان التوني
نتائج الاستفتاء الذي جرى في سويسرا في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 حول منع بناء مآذن جديدة بالبلاد – والتي أيدت المنع بأغلبية تجاوزت 57% - أثار ضجة في أنحاء العالم، رغم أن المئذنة لم تكن الأصل في المساجد الأولى في الإسلام وإنما بنيت للمرة الأولى في عهد الخلافة الأموية - من 661 إلى 750م -[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


المئذنة الأولى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لم يعرف المسجد النبوي ولا المساجد التي شيدت في العصور الأولى للإسلام "المئذنة"، وإنما كان البناء بسيطا دون أبراج عالية وكان المؤذن يصعد على سطح المسجد أو أسطح المباني المجاورة لرفع الأذان.
ورغم خلاف المؤرخين حول أول مئذنة بنيت في الإسلام، إلا أنهم يتفقون على انتمائها للأمويين، حيث ذكر "البلاذري" في كتابه "فتوح البلدان" أن أول مئذنة شيدت كانت على يد "زياد بن أبيه" عامل "معاوية بن أبي سفيان" في مدينة البصرة عام 45 هـ (665م)، بينما أشار "المقريزي" إلى أن صوامع جامع عمرو بن العاص الـ4 التي بناها والي مصر "مسلمة بن مخلد" في زمن الخلافة الأموية عام 53 هـ (672م) هي أول مآذن في الإسلام.
بعض المعماريين والأثريين قالوا إن المآذن الأولى ظهرت في مسجد دمشق سنة 705م في عهد الخليفة الأموي الوليد الأول. ووجدت الآثار الأكثر قدما الدالة على وجود مبنى بهذا الوصف فعلا في مدينة "بصرة" جنوب دمشق. وحول صخرة من البازلت اكتشف علماء الآثار الكتابة العربية التالية "بسم الله الرحمن الرحيم. خادم الله اليزيد، أمير المؤمنين، أمر ببناء هذا المسجد وتأسيس هذه المئذنة. بناها الحارث في عام 102، كتبه الحارث".
وأضافوا أنه منذ 724م، أراد الخليفة الأموي "يزيد الثاني" أن يضاف إلى أحد المساجد برج وأن يفوقه ارتفاعا. وبين عامي 724 و727م أمر الخليفة الأموي "هشام بن عبد الملك" ببناء مئذنة شهيرة تقع في مدينة القيروان- تونس الحالية-
بينما يرجع بعض علماء الآثار تاريخ المئذنة إلى القرن التاسع الميلادي في عهد الخليفة "زيادة الله الأول"، في إشارة إلى أن أقدم مئذنة توجد في بلاد المغرب.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


عمارتها


وتتكون "المئذنة" معماريا من مدخل يكون داخل الصحن، ثم درج الصعود يكون حلزونيا – غالبا - يدور حول محور المئذنة، ويصل إلى الشرفات المرتفعة التي تحيط بالمئذنة ليدور المؤذن معلنا نداء الصلاة في كل الجهات. وبالمئذنة أيضا جزء يطلق عليه "الجوسق" تعلوه قبة المئذنة التي تنتهي بهلال تتجه فتحته نحو القبلة.
ارتفاعات المآذن وأحجامها تباينت، كما اختلفت أيضا في تصميمها المعماري، فهناك مآذن مربعة، وأخرى اسطوانية ومنها المضلعة.

أقدم هذه التصاميم هي المآذن المربعة التي اشتهرت بها دمشق ثم وصلت إلى أوروبا عبر الذين نجوا بعد سقوط الخلافة الأموية في الأندلس – إسبانيا حاليا - وتشمل المآذن المربعة عدة طوابق مع غرف متداخلة تحيطها النوافذ. ومن أبرز المساجد التي تتخذ مئذنتها هذا التصميم المربع مسجد "الكتبية" في مراكش، والذي يعود بناؤه إلى القرن الـ12.

أما المآذن الاسطوانية فظهرت في القرن الـ11 على يد السلاجقة في إيران وتركستان ثم انتقلت إلى الهند، واشتهرت بها بلاد الأناضول. ومن أبرز هذه المآذن الاستطوانية المآذن الـ6 للمسجد الأزرق في اسطنبول.
ومن بين المآذن الاسطوانية ما اتخذ الشكل المضلع، ويضاف لبعضها أسقف عالية مخروطية. وانتشر هذه التصميم المعماري للمآذن في إيران، وبأفغانستان، و"سمرقند" بأوزباكستان، وفي القاهرة. ومن أشهرها مئذنة قطب منار في دلهي.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


المسجد النبوي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المسجد النبوي الشريف لم يشتمل في بنائه الأول على مآذن، وإنما شيدت ما بين عامي 88 و91هـ حين أوعز الخليفة الأموي "الوليد بن عبد الملك" إلى واليه على المدينة "عمر بن عبد العزيز"بإعادة بناء المسجد الشريف، وتشييد مآذن على أركانه الأربعة، وقد شيدت بطول يتراوح بين 26.50م إلى 27.50م وبعرض 4×4م. ومنذئذ يهتم الملوك بمآذن المسجد النبوي ويحرصون على تجديدها.
وحسب مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، هدمت المئذنة الجنوبية الغربية في عام 96هـ لإطلالها على بيت "مروان بن الحكم"، وكان ذلك حين حج "سليمان بن عبد الملك" فأطل المؤذن عليه في بيته فأمر سليمان بهدم هذه المئذنة فسويت بظهر المسجد، وأعاد السلطان المملوكي "الناصر بن محمد قلاون" بناءها عام 706هـ.
وفي عام 886هـ أصيبت المئذنة الجنوبية الشرقية بصاعقة، فأعاد السلطان "الأشرف قايتباي" بناءها وجعلها على هيئة المآذن المملوكية، ثم أعاد بناءها ثانية عام 891-892هـ عندما ظهر شرخ فيها وجعلها بارتفاع 60م، وأضاف مئذنة خامسة بالقرب من باب الرحمة. وفي عام 898هـ أصابت صاعقة أخرى جانبا من المئذنة الجنوبية الشرقية أيضا تناثر منها بعض الحجارة، فأمر السلطان "قايتباي" بإصلاح ما أصابها.
وفي عام 947هـ هدم السلطان العثماني "سليمان القانوني" المئذنة الشمالية الشرقية المعروفة بـ"السنجارية" وأقام مكانها مئذنة أخرى عرفت بـ"السليمانية" نسبة إليه، ثم بـ"العزيزية" نسبة لـ"عبد العزيز خان بن محمود" حين أعاد إعمارها.
وفي عهد السلطان "محمد الرابع" - من 1058 إلى 1099هـ - جددت مئذنة باب السلام. ثم في التوسعة التي أجريت في عهد السلطان "عبد المجيد الأول" - من 1265 إلى 1277هـ - جددت المآذن كلها عدا المئذنة الرئيسة، وجعلت الشمالية الغربية على شاكل مآذن الأستانة بـ3 شرفات، وسميت "المجيدية" نسبة إليه.
وفي التوسعة السعودية الأولى التي أجراها الملك عبد العزيز آل سعود – من 1370 إلى 1375هـ - أبقى على مئذنتي الجهة الجنوبية، وأزيلت الـ3 الأخرى، وشيد عوضاً عنها مئذنتان جديدتان في ركني الجهة الشمالية، يبلغ ارتفاع الواحدة منهما 70 مترا، وتتكون كل مئذنة من أربعة طوابق، الأول مربع يحمل شرفة مربعة في نهايته، والثاني مثمن الشكل ينتهي بمثلثات تعلوه شرفة، والثالث مستدير في أعلاه شرفة دائرية، والرابع مستدير أيضا له أعمدة ينتهي بمثلثات وفوقه شرفة. وقد حاولوا الارتفاع بالمئذنة عن الوضع المألوف فعملوا شبه طابق خامس بشكل خوذة مضلعة، تنتهي بشكل مخروطي، يعلوه قبة.
وفي التوسعة التي استمرت من 1406 إلى 1414هـ أضيف ست مآذن أخرى، ارتفاع الواحدة 104م، وصممت بحيث تتناسق مع مآذن التوسعة السعودية الأولى، تصطف 4 منها في الجهة الشمالية، والخامسة عند الزاوية الجنوبية الشرقية من مبنى التوسعة، والسادسة في الزاوية الجنوبية الغربية منها، تتكون كل مئذنة من خمسة طوابق، الأول مربع مغطى بحجر الجرانيت وينتهي بشرفة مربعة، والثاني مثمن مغطى بالحجر الصناعي الملون وعلى كل ضلع ثلاثة أعمدة من المرمر الأبيض بينها نوافذ خشبية ويحمل شرفة مثمنة، والثالث مستدير كسي بلون رمادي داكن وحلي بدالات بارزة مموجة شكلت 12 حزاما ويحمل شرفة مستديرة، والرابع دائري عليه ثمانية أقواس تستند إلى أعمدة رخامية بيضاء تعلوه شرفة دائرية، والخامس يبدأ بشكل أسطواني مضلع وينتهي بتاج يحمل الجزء العلوي المخروطي الشكل يتلوه قبة تحمل هلالا برونزيا مطلي بالذهب.
ومنذ دخل التيار الكهربائي المسجد النبوي الشريف، ترك المؤذنون المآذن وأصبحوا يؤذنون على المنصة المقامة في الطرف الغربي من الروضة الشريفة وانحصر دور المئذنة في حمل مكبرات الصوت.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


المسجد الأقصى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يعود تاريخ بناء المآذن الـ4 المميزة للمسجد الأقصى إلى العصر المملوكي – من 677 إلى 769هـ/ من 1278 إلى 1736م). وتتسم عمارتها بمساقط مربعة تتألف من عدة طوابق، تنتهي بالأعلى للشرفة التي تعلوها القبة الصغيرة والتي تعرف بـ"الخوذة" أو "المبخرة" تحمل هلالا، ويصعد إلى شرفاتها بواسطة سلم حجري حلزوني داخل المئذنة.
أول المآذن الـ4، هي مئذنة باب المغاربة، المشيدة في الركن الجنوبي الغربي للمسجد، وتعرف بالمئذنة الفخرية نسبة للقاضي "شرف الدين عبد الرحمن بن الصاحب الوزير فخر الدين الخليلي" الذي أشرف على بنائها خلال فترة وظيفته كناظر الحرمين الشريفين في "القدس" و"الخليل" عام 677 هـ/ 1278م، في عهد السلطان الملك السعيد ناصر الدين بركة خان – من 676 إلى 678 هـ/ من 1277 إلى 1280م –

وثانيها، هي مئذنة باب السلسلة، في الجهة الغربية للمسجد بين باب السلسلة والمدرسة الأشرفية، والتي بنيت في عهد السلطان "الملك الناصر محمد بن قلاوون" في سلطنته الثالثة – من 809 إلى 741 هـ/ من 1309 إلى 1340 م - على يدي نائبه الأمير "سيف الدين تنكز الناصري" عام 730 هـ/ 1329 م.

والثالثة، هي مئذنة باب الغوانمة، الواقعة في الركن الشمالي الغربي للمسجد، وبنيت في عهد السلطان "الملك المنصور حسام الدين لاجين" – من 696 إلى 698 هـ/ من 1297 إلى 1299م - على يدي القاضي "شرف الدين عبد الرحمن بن الصاحب الوزير فخر الدين" الذي أشرف على بناء مئذنة باب المغاربة. وقد تم تجديدها في عهد السلطان "الملك الناصر محمد بن قلاوون" في نفس تاريخ إنشائه لمئذنة باب السلسلة وعلى يدي نائبه "الأمير سيف الدين تنكز". وقد عرفت مئذنة باب الغوانمة أيضا بـ"منارة قلاوون".
أما الرابعة، فهي مئذنة باب الأسباط، بالجهة الشمالية للمسجد بين باب حطة وباب الأسباط. شيدت في عهد السلطان "الملك الأشرف شعبان – من 764 إلى 778هـ/ من 1363 إلى 1376م - على يدي ناظر الحرمين الشريفين "الأمير سيف الدين قطلوبجا" في عام 769هـ/ 1367م. وتختلف قاعدة هذه المئذنة عن المآذن الأخرى، فهي مثمنة وليست مربعة.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


الأشهر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من بين المآذن الأشهر في تاريخ عمارة المساجد، مئذنة "العروس" في الجامع الأموي بدمشق والتي يعدها كثيرون أول مئذنة بنيت في العصر الإسلامي.
كذلك مآذن الحرمين الشريفين، فالمسجد النبوي الشريف يحوي أكثر عدد من المآذن في العالم وعددها 10، ثم المسجد الحرام المبارك وبه 9 مآذن، يليه المسجد الأزرق في اسطنبول ويحوي 6 مآذن.
أما أطول مئذنة فهي مئذنة مسجد الحسن الثاني بالمغرب - ويبلغ ارتفاعها 210 مترا - يليها مئذنة جامع الفتح بالقاهرة - بارتفاع 130 مترا - ثم مآذن التوسعة الثانية بالمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة – وارتفاعها 105 مترات - يليها مآذن المسجد الحرام المبارك بمكة المكرمة - 92 مترا –
وقد اشتهرت القاهرة قديما [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. ويوجد فيها حاليا أكثر من 4800 مسجد تابعة لوزارة الأوقاف، إضافة إلى قرابة 2500 مسجد مستقل تعلوها كلها مآذن بأشكال معمارية متنوعة تعود إلى عصور مختلفة.