نبزه تاريخيه عن معبد الاقصر

زائر

هذا الموضوع هو عباره عن بدايه سلسله مواضيع سوف اقوم انشاء الله بالمشاركه بها تتضمن اثار الاقصر وتاريخ معابدها

نبذة تاريخية عن معبد الأقصر

يبلغ المعبد كما نراه اليوم 853 قدماً فى طوله و 181 قدماً فى أقصى عرضه ، ويرجع تاريخه بوجه عام إلى فترتين : الفترة الأولى وتضم السنين الأخيرة من الأسرة الثامنة عشرة ، والثانية وتضم النصف الأول من الأسرة التاسعة عشرة ، فالجزء الأكبر الظاهر من المعبد يرجع إلى عهد أمنوفيس الثالث فى الفترة الأولى ، وإلى عصر رمسيس الثانى فى الفترة الثانية ، على أن المبانى القائمة تخفى أساسات مبان أكثر قدماً كما هو الحال فى كثير من المعابد الأخرى . ورغم ضآلة الأدلة التى تربط الموقع بعصر الدولة الوسطى ، فإن اسم الملك سبك حتب الثالث ( من الأسرة الثالثة عشرة ) قد وجد أكثر من مرة فى المعبد ، ولهذا فإنه برغم أن الأدلة على وجود آثار للدولة الوسطى أضأل منها هنا عنها فى معبد الكرنك إلا أنه يمكننا أن نستنتج وجود معبد من هذه الدولة فى هذه المكان ، ولو أنه ليس لدينا أى فكرة عن حجمه أو شكله . وعندما أقام تحتمس الثالث معبده المكون من ثلاث مقاصير كرسها لآلهة طيبة الثلاث آمون وموت وخنسو – اختار المكان الذى شغله فيما بعد الفناء الذى أقامه رمسيس الثانى خلف الصرح العظيم الذى شيده . وهذا يدل على أن المكان المقدس فى الأيام الأولى كان فى هذا الموقع وليس إلى الجنوب منه . وصف الأعمدة التى يمثل كل منها حزمة سيقان البردى والتى أقامها تحتمس الثالث من الجرانيت الوردى أمام المقاصير ليسمح لنا بعقد مقارنة بين الفن المعمارى فى مصر فى أوج عظمته وفى انطاطه ، فدقة أعمدة تحتمس وإتقانها يزريان بما فى أعمدة رمسيس الثانى من خشونة قبيحة ، بحيث لا يمكن أن يتصور إنسان أن كلتا المجموعتين من الأعمدة تمثل شكلاً طبيعياً واحداً .

ويحدثنا سمنوت مهندس حتشبسوت المشهور فى النص الموجود على تمثاله الذى عثر عليه فى معبد موت بالكرنك بأنه كان " مهندس كل أعمال الملكة " ( نيوبرى فى كتاب بنزون وجورلاى عن معبد موت فى آشر ص 3040 ) فى الأقصر وفى أمكنة أخرى مذكورة هنا ولكن لم يبق مما قام به شىء . ومعبد تحتمس هو المبنى الوحيد الذى لا يزال قائماً حتى الآن من عهد النصف الأول للأسرة الثامنة عشرة . ونستطيع أن نحكم مما لدينا بأن مكان معبد الأقصر لم يكن هاماً نسبياً حتى عهد أمنوفيس الثالث ( 1412 – 1376 ق.م ) . لقد كان حقاً مكاناً مقدساً منذ العصور الأولى ، ولكنه لم يكن يتميز بأى مبنى فخم ، ولكن سرعان ما غير أمنوفيس كل هذا .

وقد لا يكون نم الإنصاف أن نعالى فى تقصى مدى التقوى الحقيقية التى دعت هذا الفرعون إلى الشروع إلى إقامة معبده الكبير فى الأقصر ونسبتها إلى متطلبات الوراثة وضروراتها وعلينا أن نذكر أنه رغم أن أمنوفيس فى أيامه الأخيرة أصبح فى مركز الفرعون الممثل لمصر فى أوج عظمتها بين بلاد الشرق القديم ، وهو مركز يدين به لأعمال الرجال العظام الذين سبقوه أمثال تحتمس الثالث وليس أعماله هو ، فإن أحقيته للعرش لم تكن واضحة بالمرة أو حتى صحيحة بشكل معقول طبقاً للتقاليد المصرية . فلابد أن يكون الفرعون ابن فرعون وأميرة من سلالة ملكية ، أم إذا كانت سلالته غير نقية تماماً فيجب أن يبرر أحقيته للعرش بالزواج بالابنة الكبرى للملك ولكن لم يكن ينطبق أحد الشرطين على أمنوفيس الثالث ، فلقد كان حقاً ابن فرعون ، ولكن لم تكن أمه " موت – أم – ويا " من سلالة مصرية ملكية ، ولم تكن إحدى الأميرات المصريات بل كانت بنت ارتاتاما ملك ميتانى ، وهى دولة حاجزة هامة واقعة فى المنحنى الكبير لنهر الفرات شرقى قرقميش ، ولم يصلح أمنوفيس هذا النقص بزواجه من أميرة من سلالة الشمس ، بل بالعكس كانت زوجته الملكية الكبرى " تى " سيدة لا علاقة لها بالبيت المالك ، وإن كانت من طبقة رفيعة ولها مواهب ممتازة ، وكان والداً تلك السيدة يوياسيد الفرسان وتويا سيدة الثياب فى البيت الملكى .

وكان لابد والحلة هذه أ، يتخذ الملك الشاب الخطوات لدعم مركزه على العرش وذلك بادعائه أمراً أ، سلم به أصبح حقه على العرش فوق مستوى الشك . ومن حسن الحظ أن جدته العظيمة الملكة حتشبسوت قد دلته على الطريقة حين نسبت أبوتها لا لتحتمس الأول أبيها البشرى بل للإله آمون الذى حل محل تحتمس ، ففى معبدها الكبير بالدير البحرى نقشت المناظر التى تحولت فيها الأساطير المصرية القديمة التى كانت تصور الملك منحدراً من رع إله الشمس إلى ولادة حقيقية من الإله آمون الذى أدمج مع الإله رع ، وبدأ أمنوفيس الثالث الآن فى محاكاة المثل الذى قامت به الملكة من قبل ، وإذاكان المعبد العظيم – الذى أقامه إعلاء لشأن آمون – يشهد على تقوى مؤسسة الملكى فإنه يشهد أيضاً – فى سلسلة من اللوحات تصور كل تفاصيل مولده المقدس – بأن الفرعون إن لم يكن من أصل ملكى نقى فلقد كان شيئاً أفضل حتى من هذا ، إذ كان الابن المباشر للإله العظيم آمون ، وأيضاً لرع الذى اندمج فى آمون . ولم يكن فى وسع كهنة آمون أن يرفضوا نظرية كهذه تقدم إليهم مع هدية سخية كمعبد الأقصر .

ولم يكن الشعب يشك فى شىء يقبله الكهنة ، ولذا فعلينا أن تنظر إلى معبد الأقصر كبناء أراد صاحبه أن يضرب به عصفورين بحجر واحد وأن ينال به الكثير فى دنياه وآخرته.

وسنرى بالتفصيل عندما نقوم بدراسة المعبد كيف عمل أمنوفيس ما وسعه لتجميد آمون ول أنه قد خدم بهذا أغراضه أيضاً ؛ فعمله الذى نراه فى الأقصر يعتبر أجمل عمل أقيم هناك ، وهو أجمل من تسعة أعشار ما أقيم فى الكرنك . ولكن الأجل لم يمهل أمنوفيس الثالث لإتمام عمله ، وقام ابنه أمنوفيس الرابع المشهور باسم اخناتون – بوقف كل عمل فى معبد آمون ، ومحا اسم الإله فى كل الحالات الممكنة وأقام معبد الإله الجديد آتون فى حرم المبنى الكبير . ولكن بموته حدث رد فعل واستؤنف العمل فى الأقصر ، فقام توت عنخ آمون وآى وحور محب وسيتى الأول بتنفيذ خطط أمنوفيس الثالث الأصلية معدلة ، ولكن بمجهود أقل . ويعتبر العمل الذى قاموا به ضئيلاً إذا قيس بالعمل الذى أداه رمسيس الثانى حين أضاف لمبنى أمنوفيس الثالث الفناء الخارجى والصرح فى النهاية الشمالية للمعبد ، وكان مهندسه فى هذا العمل " باك أن خونسو " الذى يروى لنا بكل فخر ما فعله بالأقصر فقال فى أحد النصوص " لقد أقمت هنا الملات من الجرانيت وكان بهاؤها يصل إلى السماء وكان أمامها جدار من الحجر أمام طيبة ( واصلاً إلى البحيرة المقدسة ) وزرعت الأشجار فى الحدائق وصنعت أبواباً ضخمة ذات دلفتين من الالكتروم يلتقى جمالها بالسماء . لقد صنعت فجوات كبرى لوضع ساريات الإعلام وأقمتها فى الفناء الخارجى المقدس أمام معبده " – أى معبد رمسيس الثانى ( برستيد – الوثائق القديمة ، الجزء الثالث – 567 ) .

وبعد حكم رمسيس الثانى أضاف الملوك منفتاح وسيتى الثانى ورمسيس الثالث والرابع والسادس إضافات قليلة ، والواقع أن المعبد كان كاملاً عندما أنهى باك أن خنسو عمله ، فلقد كان يصله بجاره معبد الكرنك طريق فخم ينتظم على جانبيه صفان من تماثيل أبى الهول ذات رؤوس كباش ولا تزال نهايته عند الكرنك ترى حتى الآن مؤدية إلى صرح بطليموس افرجيت ، أمام معبد خونسو . ويحدثنا باك أن خونسو أن معبد الأقصر كان مثل بقية المعابد المصرية محاطاً بالحدائق . وليس من شك فى أن واجهة النهر التى تضفى على الأقصر الكثير من لاسحر قد نظمت بشكل يسمح باستغلال موقع المعبد الفريد . وتحدثنا برديه هاريس أنه فى عهد رمسيس الثالث كان عد العبيد الخاصين بمعبد الأقصر أو كما كان يسمى " بيت رمسيس حاكم هليوبوليس ، له الحياة والمجد والصحة فى بيت آمون " 2623 عبداً وخادماً ، وهم الذين كانوا يعملون تحت إمرة الكهنة ، بينما كان عدد القطيع من الأغنام للذبائح المبينة 279 . ومع أنه لا يمكن معرفة الدخل الخاص بمعبد الأقصر من البردية ، إلا أنه مما لاشك فيه أنه كان متمشياً مع عظمة البناء . ويعتبر هذا العهد خاتمة الأيام العظيمة التى عاشها معبد الأقصر .

ونسمع بعد هذا التاريخ عن أعمال الترميم التى قام بها " من – خبر – رع " من الأسرة الواحدة والعشرين ، أمانس بانبدد ( سمندس ) وهو الفرعون الذى كان يحكم فى الشمال فى هذا العهد فيدعى أنه اتخذ الخطوات لإصلاح الضرر الذى سببه الفيضان للمعبد ، كذلك قام شباكاً وشباتاكا من الأسرة الخامسة والعشرين أو الأسرة النوبية ، وهكر من الأسرة التاسعة والعشرين ، ونقطانبو من الأسرة الثلاثين بتشييد إضافات صغيرة للمعبد ، بينما قام الاسكندر بإعادة بناء الهيكل . ولكن عظمة طيبة فى العصر المتأخر كانت آخذة فى الزوال وانتهى معبد الأقصر إلى التدهور والخراب . وأقام المسيحيون الكنائس بداخله وتبعهم المسلمون بإقامة جامع أبى الحجاج الذى لا يزال يزينالفناء الخارجى لرمسيس الثانى ، وقد أعيد بناؤه السنين الأخيرة ، وبهذا أصبح نقبه من المعبد أكثر صعوبة من كنائس المسيحيين ، وحتى منتصف القر ن التاسع عشر كان فناء أمنوفيس الثالث مستعملاً كشونة حكومية للغلال ، ولكن هذه الأمثلة من الاستعمال السيئ انتهى عهدها ، فقد نظف المعبد وأعد بحيث أصبح يدخل السرور إلى قلوب وزاره ويقدم مثلاً مبسطاً لمعبد من الدولة الحديثة يرجع إلى ما بين عامى 1410 و 1225 ق . م .

نحن رجاله ايجوث وبالنيابه عن باقى الاعضاء نقدم لك ترحيبا خاصا
اهلا بك عضوا ومشرفا فى المستقبل انشاء الله

مجهود رائع وافاده اروع
واهلا بك اخى الكريم
تقبل مرورى المتواضع

where?