لماذا لا يرد النظام على وجود مبارك الابن في واشنطن

.. لماذا جمال مبارك صحب معه حاشيته في تلك الزيارة؟!

.. لماذا جمال مبارك عضو في الوفد الرسمي الذي يرافق الرئيس في زيارته؟!

.. هل سيحصل جمال مبارك علي الضوء الأخضر لوراثة والده من واشنطن؟!

.. هل تكون إسرائيل ورئيس العصابة الحاكمة بنيامين نتنياهو بوابة جمال مبارك في السعي لوراثة حكم أبيه؟!

.. كل هذه الأسئلة وغيرها تم طرحها ليس في مصر فقط، وإنما في واشنطن نفسها التي يزورها أو زارها جمال مبارك مرافقاً لوالده والوفد الرسمي إلي مسرحية المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أمريكية.

.. ورغم السؤال الملح عن مغزي زيارة مبارك الابن، خاصة أنها تتعلق بالشأن الخارجي وتحديداً بشأن عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والتي تلعب مصر فيها دوراً محدداً فيه وطروحات السيد جمال مبارك في هذا الشأن بما فيه.. إن لم يكن له أي إسهامات علي الإطلاق اللهم مقابلته ذات مرة مع ايهود باراك ـ وزير الحرب الإسرائيلي ـ في ندوة مشتركة شارك فيها أيضاً توني بلير ـ رئيس الوزراء البريطاني السابق ـ علي الأقل هذا هو الجزء المعلن.

رغم كل ذلك لم يخرج أحد ليجيب عن الأسئلة.. ولم يصدر أي تصريح رسمي عن مشاركة جمال مبارك في الوفد الرسمي.. وكالعادة في مثل هذه الحالات.. الصمت عند السلطة هو الحل!!

ولعل أهمية تلك الأسئلة تنبع الآن من حالة «الريبة» التي يوجد عليها الحكم الآن.. والحديث الصريح عن الصراع والخلافات داخل البيت الرئاسي عن أحقية الابن في وراثة أبيه في المنصب الرفيع.. والكلام عن حقه في تولي ذلك المنصب.. ومساهمة أصحاب مصالح ونفوذ فيما يطلق عليه حملة دعم الابن للوصول إلي الرئاسة.. وذلك في ظل وجود والده العجوز علي الكرسي حتي الآن.

.. وفي نفس الوقت الذي تخرج فيه قيادات من الحزب الوطني وعلي رأسهم صفوت الشريف ليقول بوضوح وصراحة إن الرئيس مبارك هو المرشح الوحيد للحزب الوطني للرئاسة، وإن ما يحدث فيما يسمي حملة دعم جمال مبارك لترشيحه للرئاسة هو نوع من العبث السياسي.

إنها فعلاً مرحلة «الريبة»!

.. ومرحلة عجز النظام!

.. مرحلة وصلنا فيها إلي أن يذكر أن هناك صراعاً في البيت الرئاسي بين الأب وابنه.. وكأننا أصبحنا في جمهورية تحكمها عائلة.

.. يحدث ذلك لأنه ليس هناك نظام حقيقي.. ولا دستور حقيقي يمكن أن يكون ضابطاً للسلطة.

إنها الديكتاتورية التي تجرنا إلي التخلف والتراجع.

وقد آن الأوان لوقف تلك المهزلة، وأن تخرج البلاد من شرنقة النظام العاجز.

.. ولن يحدث ذلك إلا بالتغيير.

تغيير لا يوجد فيه تمديد أو توريث.