رجالة ايجوث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رجالة ايجوث

المعهد العالى للسياحة والفنادق ايجوث
 
دخولالرئيسيةأحدث الصورالتسجيل
Send Button
likebox
المواضيع الأخيرة
» كلمات مأثورة للعمرى البطل طالب إيجوث
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Emptyالجمعة يوليو 12, 2013 9:47 pm من طرف البطل

» معبد الكرنك او معابد الكرنك
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Emptyالجمعة يوليو 12, 2013 4:15 am من طرف البطل

» آثار الحضارة العربية الإسلامية على أوروبا
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Emptyالخميس يوليو 11, 2013 4:13 am من طرف البطل

» نظام العدد المصري القديم
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Emptyالخميس يوليو 11, 2013 4:03 am من طرف البطل

» رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Emptyالثلاثاء يوليو 09, 2013 5:50 pm من طرف البطل

» امتا النتيجه يامحمود
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Emptyالإثنين مارس 19, 2012 10:26 am من طرف mix coor

» ازاله الموقع
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Emptyالجمعة يناير 20, 2012 7:31 pm من طرف البطل

» الموقع مش مصدر جذب
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Emptyالجمعة أغسطس 26, 2011 3:26 pm من طرف mido_crises

» Temple of Queen Hatshepsut, Luxor, Egypt
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Emptyالسبت يوليو 02, 2011 3:47 am من طرف magood012

» برنامج لتعليم اسرار اللغة الهيروغليفية
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Emptyالأربعاء يونيو 29, 2011 3:47 pm من طرف magood012

» اللغة الهيروغليفية
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Emptyالأربعاء يونيو 29, 2011 3:46 pm من طرف magood012

» جدول امتحانات الدبلومة 2009/2010
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Emptyالجمعة يونيو 03, 2011 9:08 pm من طرف ahmedsamad83

» اسئله امتحانات دكتور هشام فهيد
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Emptyالسبت مايو 21, 2011 6:43 pm من طرف ahmedsamad83

» مبارك يكتب خطاب اعتذار للشعب
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Emptyالثلاثاء مايو 17, 2011 3:09 pm من طرف مؤسس المنتدى

» قبول طلاب الثانوية العامة بالجامعات الخاصة 31 يوليو
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Emptyالخميس مايو 12, 2011 7:58 pm من طرف adel5977

» الجنس في مصر القديمة
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Emptyالجمعة يناير 21, 2011 10:02 pm من طرف حمزه الحجاجى

» اسماء ملوك مصر القديمة
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Emptyالجمعة يناير 21, 2011 9:58 pm من طرف حمزه الحجاجى

» الى الزملاء الأعزاء
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Emptyالسبت يناير 15, 2011 5:12 pm من طرف ahmed nasr

» حياة الفراعنة في النكت
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Emptyالأحد يناير 09, 2011 11:59 pm من طرف mami.1717

» الى متى انتظار اوراق وملفات دبلومه الارشاد- نداء الى الدكتور: محمود خلف وعميد المعهد
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Emptyالأحد يناير 09, 2011 8:15 pm من طرف ayman abdel monem

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمود شبيب - 3132
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Bar_rightتوارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Barتوارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  I_vote_lcap 
حمزه الحجاجى - 1003
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Bar_rightتوارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Barتوارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  I_vote_lcap 
مؤسس المنتدى - 684
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Bar_rightتوارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Barتوارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  I_vote_lcap 
matar - 428
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Bar_rightتوارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Barتوارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  I_vote_lcap 
badora - 390
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Bar_rightتوارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Barتوارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  I_vote_lcap 
البطل - 237
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Bar_rightتوارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Barتوارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  I_vote_lcap 
بهاء عبد الصبور - 168
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Bar_rightتوارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Barتوارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  I_vote_lcap 
rqueen00 - 128
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Bar_rightتوارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Barتوارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  I_vote_lcap 
رنيا التهامى - 121
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Bar_rightتوارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Barتوارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  I_vote_lcap 
شريف احمد - 116
توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Bar_rightتوارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Barتوارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  I_vote_lcap 
مواضيع مماثلة
    تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
    تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

    قم بحفض و مشاطرة الرابط ايجوث على موقع حفض الصفحات

    قم بحفض و مشاطرة الرابط رجالة ايجوث على موقع حفض الصفحات

     

     توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    حمزه الحجاجى

    حمزه الحجاجى


    رقم الهاتف 0107762781
    عدد المساهمات : 1003
    النقاط : 1747
    السٌّمعَة : 21 العمر : 44

    توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Empty
    مُساهمةموضوع: توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة    توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة  Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 12:17 am

    تتابع الملوك الأسرة الثامنة عشرة
    وشرعيتهم للعرش

    نظرية وراثة العرش فى مصر الفرعونية:

    يرجع بعض العلماء فكرة وجود أسرات جديدة، وتقسيم عهود الحكم فى التاريخ المصرى القديم، إلى تطور أو انقلاب فى نظام الحكم، أو إلى وجود أميرة فى آخر الأسرة تتزوج من رجل من غير أبناء العائلة المالكة ومن نسلها تتكون أسرة جديدة، ويكون هذا الزواج حلقة الاتصال بين الأسرتين، ذلك لأن العرش فى مصر الفرعونية، لما كان ينحصر فى الابن الملكى الأكبر، من الدم الملكى الخالص، ثمرة زواج الأخ الملكى من الأخت الملكية من الأبوين الملكيين.
    كانت القاعدة الثابتة أن يمتلئ عرش مصر، من تسرى فى عروق أمه وأبيه الدماء الملكية النقية، أما إذا كان ابنا لزوجة مصرية غير ملكية، فكان عليه أن يلجأ إلى الزواج من أميرة من الفرع الملكى الخالص، ليقوى بذلك شرعية مركزه، ويصبح أهلا لتولى عرش الفراعين، ومع ذلك فإن زوج الأميرة الملكية إنما يعتبر مجرد أمير، وأما أبناؤهما ثمرة هذا الزواج، فقد كانوا يعتبرون ورثة شرعيين للعرش.
    وفى بعض الحالات قد يصبح زوج الملكة الوارثة ملكا، حين تكون هذه الملكة كبرى نساء البيت الملك سنا، كان تكون أرملة الملك المتوفى أو كبرى بناته، أو أبعد من ذلك قرابة.
    ولعل ذلك كله، إنما يعنى أن العرش المصرى إنما كان ينتقل عن طريق المرأة ومن هنا كانت لزوجة الملكية الكبرى للملك. هى الوريثة التى يستطيع هذا الملك الوصول إلى العرش عن طريق الزواج بها ولم يكن مولد الملك أمرا جللا. فقد يكون من أية طبقة ولكنه يصبح ملكا حين يتزوج من الملكة ومن ثم يمكن القول أن الملكة ملكة بحق المولد وأن الملك ملك بحق الزواج، وبالتالى يمكن تفسير هذه الزيجات الملكية عن طريق عادة التسلسل الأموي. وانتقال التاج عن طريق خط الأنثى.
    ولعل هذا هو الذى جعل نظرية تولى العرش فى مصر الفراعنة تنص على أن تكون أم الملك من نسل ملكى، فهى أما أن تكون ابنة أو زوجة أو أم للملك المؤهل، أو قد تكون الثلاثة معا أي ابنة ملك، وأخت ملك وزوج ملك.
    ويذهب الدكتور سليم حسن (1891 – 1961) إلى أن قانون الوراثة بين أفراد الشعب إنما كان يجرى على نظام الأمومة والأمر كذلك عندما ينقطع نسل الذكور فى الأسرة المالكة ومن ثم فإن الملك الذى يتولى العرش من غير الأسرة المالكة كان عليه أن يتزوج من أحدى الأميرات الملكيات، حتى يأتى خلفه. والدماء الملكية تجرى فى عروقه، ذلك لأن الملكات إنما كن يمثلن الدم الملكى، ويحافظن على التقاليد الملكية بارتباطهن بالأسرة الجديدة، سواء كان أول ملوكها زوجا للملكة أو أحد أبنائها.

    قصة الولادة الإلهية:
    هذا وقد اعتبر المصريون الزوجة الملكية الرئيسية هى زوجة الملك (الإله) وأن كانت من نسل ملكى سابق، لكن قد جئ بها من صلب جسدى مقدس (الهى)، ومن هنا نشأت نظرية تولى العرش. ورغم أن للملوك الحق فى الزواج بأكثر من واحدة، إلا أن الزوجة الملكية الرئيسية،إنما كانت تعتبر أنقى الزوجات دما، ولعل هذا هو السبب فى زواج الأخ بأخته التى لجأ إليها الفراعين، بغرض تأكيد صفاء الدم الملكى الالهى، فضلا عن التقليل من عدد المتطلعين إلى العرش.

    على أن هناك بعضا من الملوك إنما قد لجأوا، فى تبرير شرعيتهم للعرش، إلى حق الاختيار الالهى، كما فعل "تحوتمس الثالث"، وذلك حين روى قصة دبرها أبوه مع الكهنة ليقيه من ضرر طموح "حتشبسوت" ومن ثم فقد ذكرت نقوشه أنه حدث خلال الاحتفال بعيد دينى كبير أن انتحى تحوتمس الصغير جانبا من البهو الشمالى فى معبد الكرنك ليشهد منه موكب ربه آمون، وكان حين ذاك قد انتظم فى التربية الدينية بالمعبد، ولكنه لم يكن قد بلغ بعد منصب "خادم آمون"، وعندما مر الموكب، والفرعون (تحوتمس الثانى) فى مقدمته، تعمد تمثال الإله أن يحوم بموكبه حول البهو الشمالى، وقد تبعه الكهنة ورجال الدولة دون أن يعلموا حقيقة هدفه، حتى بلغ موضع تحوتمس الصغير وتوقف عنده، فخر الأمير ساجدا، واعتبرها الكهنة حينذاك آية وفسروها برغبة الإله فى اختيار الأمير الطفل لعرش آبائه، ويوحى الإله أنهضوا الأمير وقدموه فى الموضع المخصص للحاكم وبعدها انكشفت له آفاق ربه وطار إلى سمائه وتلقى منه ألقابه.

    على أن آخرين إنما عمدوا إلى قصص الولادة الإلهية، كما فعلت حتشبسوت وأمنحتب الثالث، حيث صور المعبود أمون، وهو يتخذ شخصية الزوج الملكى، ثم يتصل بالزوجة الملكية، اتصال الرجل بزوجته فتحمل الملكة وتنجب الفرعون، وقد حدث هذا فى نصى الولادة المشهورين، الواحد فى "معبد الدير البحرى" ويتحدث عن ولادة الملكة "حتشبسوت" من الإله آمون، والملكة "أحمس" زوج الملك "تحوتمس الأول"، والآخر: فى "معبد الأقصر" ويتحدث عن ولادة "أمنحتب الثالث" من الإله آمون، والملكة "موت أم ويا" زوج الملك "تحوتمس الرابع"، وفى كلا النصين نرى الإله أمون يتخذ شخصية "لزوج الأب" ثم يتصل بالملكة الأم "أحمس" أو "موت أم ويا" اتصال الرجل بزوجته، فتحمل الملكة، وتنجب الفرعون.

    ولعل هذا إنما يعنى أن الإله آمون قد تخفى فى زى وجسد الملك الحاكم، ودخل بهذه الصورة على الملكة، وضاجع الزوجة الملكية العظمى، ووضع فيها البذرة الإلهية، التى أصبحت فيما بعد الملك المستقبل، أى أن المولد الإلهى الذى تم بمعجزة، كان دون تدخل من الملك، وأنه حدث من الإله الذى تخفى مؤقتا فى هيئة فرعون، وعلى ذلك فإن "أم الملك الإله" يجب أن تحتل مكانة لا نظير لها بين النساء.

    وهكذا كان الفرعون وأمه، إنما يمثلان مع الإله آمون بالتناسق مع عائلته المقدسة، آمون وموت وخونسو- عائلة بشرية، يمثل فيها الإله أمون دور الأب، وتمثل الملكة دور الأم، ويمثل الفرعون دور الابن.

    أحمس الأول وولده أمنحتب الأول:
    استحق الملك "أحمس الأول" (1575- 1550 ق.م) بعد أن طهر أرض الكنانة من المتطفلين الهكسوس –أن يضعه مؤرخنا المصرى الكبير "مانيتو" (323 – 245 ق.م)، على رأس الأسرة الثامنة عشرة، وأن عارض هذا الاتجاه (ألكسندر شارف" حيث ذهب إلى أن "أحمس الأول" وولده "أمنحتب الأول" يجب أن يوضعا فى الاسرة السابعة عشرة على اعتبار أن "أحمس" إنما هو الأخ الأصغر للملك "كاموزا" (كامس)، وأن "تحوتمس الأول" هو المؤسس الحقيقى للأسرة الثامنة عشرة.
    غير أن هذا الاتجاه لا يجد قبولا من جمهرة المؤرخين، ذلك لأن الفراعين أنفسهم. اعتبروا "أحمس الأول" على رأس الدولة الحديثة، ومن ثم فقد رأينا مكانة الرجل تظهر بصورة واضحة فى معبد الرمسيوم، حيث نجد الملك "مينا" (منى) والملك "منتوحتب الأول" (نب حبت رع)، والملك "أحمس الأول" (نب بحتى رع)، يظهرون بوصفهم مؤسسى الدولة القديمة والوسطى والحديثة.

    وفى الواقع فإن المهمة التى كانت تواجه "أحمس" فى بناء الدولة، بعد حرب التحرير الطويلة، إنما كانت تعادل، وربما تفوق، المهمة التى واجهت "مينا" و "منتوحتب الأول" من قبل فالثلاثة يبدأون تقريبا من خط السفر، ويحاولون جاهدين إقامة دولة متينة البنيان، على أنقاض أمة ممزقة بين عشرات الوحدات المتناحرة، ومن ثم فمن العدل أن يوضع كل منهم على رأس الدولة القديمة، على أساس أنه موحد القطرين (الصعيد والدلتا)، والملك "منتوحتب الأول" على رأس الدولة الوسطى، على أساس أنه معيد الوحدة، والملك "أحمس الأول" على أساس أنه محور البلاد من الهكسوس، ومعيد الوحدة أيضا.

    وعلى أية حال، فهذا التقسيم لم يكن أبدا من عمل المؤرخين المحدثين، وإنما سبقهم إلى ذلك المصريون القدامى أنفسهم، ومن ثم فقد رأينا تماثيل هؤلاء الملوك الثلاثة على أيام الرعامسة، تتصدر تماثيل غيرهم، باعتبارهم قادة الحضارة المصرية القديمة، هذا فضلا عن أن "مصر" إنما بدأت فى عهد "أحمس الأول" مرحلة جديدة من تاريخها، كما أن الرجل إنما كان أول من أرسى قواعد الإمبراطورية المصرية، ووضع الأسس الجديدة للحياة المصرية، وبالاختصار فقد كان " أحمس الأول" نهاية جيل قديم، وبداية جيل جديد،وبمعنى آخر، كان خاتمة للأسرة السابعة عشرة، وبداية للأسرة الثامنة عشرة فى الوقت نفسه، وكان صدر عهده خاتمة لعهد الانتقال الثانى، كما كانت لحظة استيلائه على "أفاريس" (حت وعرت) وطرد الهكسوس من مصر، بداية عصر الدولة الحديثة وأخيرا فإن ملوك الأسرة الثامنة عشرة إنما هم من نسله.
    وانطلاقا من هذا كله، فإننا نوافق "مانيتو"، فضلا عن المؤرخين المحدثين، على أن بطلنا العظيم "أحمس الأول"، إنما هو رأس الأسرة الثامنة عشرة،تلك الأسرة التى تدين لها بوحدتها واستقلالها وبتحررها من الهكسوس، وتدين لها بإمبراطوريتها الواسعة، وتدين لها بتلك الأيام المجيدة، التى كانت مصر تتربع فيها على عرش القيادة والسيادة والزعامة فى هذا الشرق، دون منازع.
    وعلى أية حال، فلقد جاء بعد "أحمس الأول" ولده "أمنحتب الأول" (155- 1528 ق.م) من زوجة الملكية "أحمس نفرتارى"، ويبدو أن "أمنحتب الأول" هذا، لم يكن أكبر أخوته، فقد كان له أخوان أكبر منه، هما "سابا ايرى" و "سا آمون" ماتا قبل أبيهما "أحمس الأول".

    مشكلة تتابع التحامسة:
    جاء بعد "أمنحتب الأول" على العرش ولده "تحوتمس الأول" (1528 – 1510 ق.م) من زوجة ثانوية هى "سنى سونب" ذلك لأن أباه "أمنحتب الأول" لم ينجب ولدا ذكرا من زوجته الرئيسية الملكة "ايمح حوتب"، وإنما أنجب بنتا هى "أحمس" (عحموزة = أحموزة = القمر يولد) التى تزوجها "تحوتمس الأول"، وأنجب منها الملكة "حتشبسوت" المشهورة، وهذا ما نميل إليه ونرجحه.
    على أن هناك وجها آخر للنظر، يذهب أصحابه إلى أن "أحمس" التى تزوجها "تحوتمس الأول" ليسبغ الشرعية بها على عرشه ليست ابنة "أمنحتب الأول"، وإنما هى أخته "أحمس حتب تمحو" ابنة الملك "أحمس الأول" من زوجته غير الملكية "أنحعبى" غير أن تحوتمس الأول، إنما يصف زوجه "أحمس" بأنها أخته، مما يشير إلى أنهما كانا أخوين غير شقيقين، وأن أباهما أنما هو "أمنحتب الأول".
    على أن "ألكسندر شارف" إنما يؤكد أن "تحوتمس الأول" لم يكن أبنا لأمنحتب الأول، كما لم يكن أخا له، ويفترض "كورت زيته" أنه كان صهرا له، وأن آخرون أنه ربما كان أميرا من أمراء البيت الملك.
    ومن ثم فإن "تحوتمس الأول" يجب أن يكون مؤسسا للأسرة الثامنة عشرة، وأن "أحمس الأول" و "أمنحتب الأول" هما الوريثان الشرعيان للأسرة السابعة عشرة، غير أن "تحوتمس الأول" مرة أخرى، إنما يصف نفسه فى بعض النقوش بأنه "ابن ملك"، كما أن أباه كان كذلك "ابن ملك" مما يشير إلى أن أباه وجده إنما كانا ملكين، ومن ثم فقد ذهب "آرثر ويجال" إلى أن "تحوتمس الأول" إنما كان ابن أحمس الأول، وحفيد "سقنن رع تاعو الثانى".

    وجاء بعد "تحوتمس الأول" ولده "تحتومس الثانى" (1510- 1490 ق.م) من زوجة ثانوية أو غير ملكية تدعى "موت نفرت" لأن أباه تحوتمس الأول - شأنه فى ذلك شأن جده أمنحتب الأول لم يرزق بولد ذكر من زوجه الرئيسية "أحمس" وإنما رزق ببنت دعوا "حتشبسوت" كان من المفروض أن تخلفه على العرش، لولا أن حكم الملكات فى مصر القديمة لم تشجعه، ولم تشجعها على ذلك، ذلك لأن القوم، فيما يبدو لم يكونوا يستسيغون أن تحكمهم امرأة، رغم أنهم ما كانوا ينكرون حق الإناث فى وراثة العرش، بل أن العرش نفسه إنما ينتقل عن طريق المرأة، وليس الرجل، كما أشرنا من قبل.

    ومن ثم فقد زوج "تحوتمس الأول" ولده "تحوتمس الثانى" من ابنته "حتشبسوت"، صاحبة الحق الشرعى فى العرش، وأجلسه على العرش خليفة له، غير أن أخته وزوجه "حتشبسوت" التى كانت تقاربه فى السن، وربما كان كل منهما فى الحادية والعشرين كانت قوية الشكيمة، وقد ورثت كل الصفات القوية فى نساء هذه العائلة ومن ثم فقد نجحت فى أن أنجب منها بنتين، كما أنجب ولده "تحوتمس الثالث" من زوجة غير ملكية هى "ايزة"، وهو الذى خلفه على العرش، تحت وصاية عمته وزوج أبيه حتشبسوت، وإلى هذا يشير المهندس "انيلى" بقوله ((صعد "تحوتمس الثانى) إلى السماء، واتحد مع الآلهة، وأخذ مكانه ولده كملك على الأرضين، وحكم من فوق عرش من أنجبه، بينما كانت أخته الزوجة الإلهية حتشبسوت، تحكم البلاد)).
    وهكذا أصبحت "حتشبسوت" تدبر شئون البلاد باسم "تحوتمس الثالث"، ثم سرعان ما أصبحت هذه الوصاية حكما حقيقا، وذلك عندما أبعدت حتشبسوت تحوتمس الثالث عن العرش، وحكمت البلاد بمفردها قرابة اثنين وعشرين عاما، وان اعتبرت هى نفسها تحكم مصر، منذ وفاة أبيها تحوتمس الأول، متجاهلة فترة حكم زوجها تحوتمس الثانى.
    هذا وقد اعتمد العلماء على نص فىمقصورة حتشبسوت التى تدعى المقصورة الحمراء فى معبد الكرنك، على أن المرأة الفرعون قد توجت ملكا على مصر فى السنة الثانية من حكم تحوتمس الثالث، غير أن هناك من يعارض هذا الاتجاه، متعمدا على نص يفيد أنها توجت فى معبد الأقصر، مع أن هناك نصا آخر يشير إلى أن التتويج إنما فى معبد الكرنك، كما أن هناك نصا فى "سمنة" (جنوبى الجندل الثانى) من العام الثانى يفيد أنها كانت ما تزال تحمل لقب "الزوجة الملكية العظمى"، والمر كذلك بالنسبة إلى نقش مهندسها "سنموت" فى جزيرة سهيل (جنوبى أسوان) ويرجع فيما يرى لجران، إلى الفترة فيما بين العام الخامس والسادس، من فترة المشاركة مع تحوتمس الثالث، ولم ترد فيها أية أشارة إلى حتشبسوت كملكة، هذا فضلا عن وثائق أخرى كثيرة ترجع إلى ما قبل العام السابع من حكم تحوتمس الثالث، ذكرت فيها حتشبسوت على أنها "زوجة الملك العظمى".
    وانطلاقا من هذا كله، فإن حتشبسوت إنما قد توجت كملك لمصر العليا والسفلى فى العام السابع من حكم تحوتمس الثالث، وليس فى العام الثانى، وهناك فى مقبرة "سنموت" كتبت ألقاب حتشبسوت على هيئتين، الواحدة قبل التتويج، والأخرى بعده، ويذهب البعض إلى أن بناء المقبرة إنما كان فى العام السابع من حكم تحوتمس الثالث، مما يشير إلى أن تتويج حتشبسوت إنما كان فى العام السابع، بل أن هناك من يراه فى العام الثامن أو أوائل العام التاسع، حيث أخذ النبلاء الذين كانوا يحيطون بالملكة بزمام الأمور، وأعلنوا حتشبسوت فرعونا على مصر.
    وهكذا ومنذ تلك اللحظة أصبحت حتشبسوت تشترك فى الحكم بصفة رسمية، ولم يبق لتحوتمس الثالث سوى الحكم الأسمى، وبدأت المرأة الفرعون تحمل ألقاب الفراعنة الكاملة ومع ذلك فهناك ما يشير إلى أن حتشبسوت إنما كانت تضع ألقاب وأسماء تحوتمس الثالث إلى جانب ألقابها وأسمائها كما فى الدير البحرى وبنى حسن وجبل السلسلة وسرابيط الخادم، وفى قطعة من مخربشات وجدت على الهرم المنحنى تؤرخ بالعام العشرين.
    ولعل المرأة الفرعون إنما أرادت بذلك أن تنال رضى كهان أمون الذين كانوا إلى جانب تحوتمس الثالث، مما دفع البعض إلى القول بأنها لم تحكم بمفردها، وإنما بمشاركة تحوتمس الثالث قبل ذلك راضيا كان أم مكرها.
    ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أنه كان من عادات الفراعنة السيئة إزالة الأسماء المنقوشة لأسلافهم الذين لا يحبونهم، غير أن هذه الأسماء إنما كانت عرضة لإعادة وضعها مرة ثانية أو تستبدل بها غيرها وهكذا كان من أثر العداوة التى أثارتها حتشبسوت أن محى خرطوشها بصورة منتظمة من كثير من آثارها، ولم يدخل فى العصور التالية فى أية قائمة ملكية، وقد حدث أن حل فى أغلب المر لقب تحوتمس الأول أو تحوتمس الثانى محل لقبها، مما أثار مشكلة الوراثة أو مشكلة تتابع التحامسة حتى أصبحت شغلا شاغلا لكبر علماء الآثار المشهورين فأنكبوا على دراستها عشرات السنين، وسنحاول هنا أن نشير بإيجاز لأهم النظريات التى تعرضت لمشكلة تتابع التحامسة هذه:

    1- لعل "جاستون ماسبرو" أول من حاول ترتيب هؤلاء، الملوك فى مقال نشره عام 1892، حيث رتبهم كالتالى: تحوتمس الول ثم تحوتمس الثانى وحتشبسوت، ثم حتشبسوت وصية على تحوتمس الثالث، ثم تحوتمس الثالث منفردا.
    2- وفى عام 1896م نشر "كورت زيته" مقالا انتهى فيه الترتيب التالى: تحوتمس الأول، ثم تحوتمس الثالث، ثم حتشبسوت وتحوتمس الثالث، ثم تحوتمس الثالث منفردا، ثم تحوتمس الأول وتحوتمس الثانى كنائب أو مشتركين معا، ثم تحوتمس الثانى منفردا بعد موت تحوتمس الأول، ثم حتشبسوت وتحوتمس الثالث مرة ثانية ثم تحوتمس الثالث منفردا بعد وفاة حتشبسوت.
    3- وفى عامى 1897، 1899م نشر "ادوارد نافيل" مقالين هاجم فيهما نظرية زيته، والتى ذهب فيها إلى أن "إيزة" هى زوجة تحوتمس الول، وليس تحوتمس الثانى، ومن ثم فإن تحوتمس الثالث هو ابن تحوتمس الأول وليس تحوتمس الثانى، وبالتالى فهو أخ غير شقيق لتحوتمس الثانى.
    ومن ثم يذهب نافيل إلى أن تحوتمس الثالث هو ابن ايزة من زوجها تحوتمس الثانى وليس تحوتمس الأول، وإن حتشبسوت إنما قبلت الاشتراك مع وريث تحوتمس الثانى أرضاء لكهان آمون وخضوعا للتقاليد وليس عن مودة تربطها بابن أخيها.
    4- وفى عام 1899م أصدر "بترى" كتابه (تاريخ مصر) وذهب فيه إلى أن تحوتمس الثانى قد أعلنت ولايته للعرش بعد زواجه من الوريثة الشرعية "حتشبسوت" وقبل وفاة أبيها تحوتمس الأول، وأن تحوتمس الثالث هو ابن "ايزة" من تحوتمس الثانى، بعد مناقشة للألقاب التى جاءت على بعض التماثيل، فهناك تمثال "انبى" بالمتحف البريطانى، وفيه إشارة إلى أن تحوتمس الثالث هو أخ لحتشبسوت غير أن هناك تمثالا لتحوتمس التانى نقش على حزامه أن تحوتمس الثالث إنما يكرسه لأبيه تحوتمس الثانى. هذا فضلا عن أن تحوتمس الثانى قد وصف بأنه قد اتصل بالآلهة وأن ولده قد جلس على العرش من بعده.
    5- وفى أكتوبر 1905م أصدر "لبرستد" كتابه (تاريخ مصر)، وذهب فيه إلى أن تحوتمس الأول عندما احتفل بعيد سد أو العيد الثلاثينى، أقام مسلتين بمعبد الكرنك،نقش اسمع على واحدة، ولم ينقشه على الأخرى. وأن زوجه "عحموزة" قد توفيت وأصبح هو طاعناً فى السن، ومن ثم فقد نادى حزب الوراثة بأحقية نسل زوجة المتوفاة فى العرش، وكان هذا النسل ولدين وابنتين ماتوا جميعا ما عدا واحدة هى "ماع كارع حتشبسوت" التى أعلنت وريثة وحيدة لعرش الكنانة، غير أن تحوتمس الأول كان قد رزق بولدين من غير زوجته عحموزة، هما تحوتمس الثانى من موت نفرت، وتحتومس الثالث من ايزة وقد قامت منازعات داخلية فى أخريات أيام تحوتمس الأول، صعب على الآثاريين معرفة حقيقتها لندرة المعلومات ولطول المدة التى مضت عليها والتى هربت من آلاف وخمسمائة عام وربما كانت هذه المنازعات فى أوائل تحوتمس الثالث ومنذ عهد تحوتمس الثانى، مما أدى إلى استمرار حكم تحوتمس الثالث مدة طويلة وبقاء تحوتمس الثانى فى الحكم فترة قصيرة.
    ثم يرى أن هذا أصوب حل للتوفيق بينه وبين ما جاء بالأثر ذلك لأن حتشبسوت تزوجت من أخويها من أبيها الواحد تلو الآخر أى تحوتمس الثانى ثم الثالث ومن ثم فإن الأخير والذى لم يكن له حق فى العرش لأن أبويه لم يكونا من دم ملكى طالب بالعرش بعد زواجه من حتشبسوت صحبة الحق الشرعى فى العرش بعد وفاة أمها عحموزة وعضد كهان آمون طلبه وأعلن الإله. وهكذا اعتزل تحوتمس الأول العرش واعتلاه تحوتمس الثالث الذى أهمل حزب الوراثة، وبعد ثلاثة عشرا أصلح معبد سنوسرت الثالث فى سمه، ولم يشر إلى زوجته حتشبسوت فى كل ما قام به من أعمال وسماها الزوجة الملكية العظمى ولكن حزب الوراثة كان قويا مما اضطره إلى الاعتراف بحق زوجته.
    ثم حدث نزاع أدى إلى انتقال العرش إلى تحوتمس الثانى ربما بسبب ضعف حزب الكهانة المعضد لتحوتمس الثالث، وكذا حزب الوراثة المعضد لحتشبسوت وربما سبب زيادة نفوذ حزب تحوتمس الثانى وأيا ما كان السبب فقد اتحد تحوتمس الثانى مع أبيه المعزول واستقلا بالحكم وشنا حملة على آثر حتشبسوت ثم قام تحوتمس الثانى بحملة فى الجنوب وأخرى فى آسيا وفى هذه الأثناء توفى تحوتمس الأول فضعف مركز تحوتمس الثانى وتحد مع تحوتمس الثالث فى إدارة شئون البلاد ثم مات بعد ثلاث سنوات.
    وانفرد تحوتمس الثالث بالعرش ولكنه سرعان ما اضطر إلى إشراك حتشبسوت معه تحت ضغط حزب الوراثة وقد سجل كل منهما فترة حكمه منذ توليه الملك متحملا فترة تحوتمس الثانى وقد أوضح لنا "انيبى" مركز الأخ والأخت فى العبارة التى سبقت الإشارة إليها والتى جاء فيها أن تحوتمس الثالث قد جلس على عرش أبيه، "بينما كانت أخته الزوجة الإلهية حتشبسوت تحكم البلاد، وكانت الارضان تحت أمرتها، وكان الناس يعملون من اجلها ومصر تحنى لها الرأس".
    6- وفى عام 1928م أصدر كل من "إدوارد ماير" و "هربرت ونلوك" مقالا، فضلا عن مقال آخر فى عام 1929 لـ"ونلوك" خلاصتهما أنه فى العام السابع عشر من حكم تحوتمس الأول ترك الحكم لولده تحوتمس الثانى، الذى تزوج من اخته غير الشقيقة حتشبسوت، وبعد فترة اعتلت حتشبسوت ومعها ابن أخيها تحوتمس الثالث العرش لفترة لا تقل عن خمس سنوات ولا تزيد عن تسع استعاد بعدها كل من تحوتمس الأول والثانى العرش ثم قاما بمحو خراطيش حتشبسوت.
    7- وفى عام 1929م أصدر "جيمس بيكى" كتابه عن تاريخ مصر، وذهب فيه إلى أن تحوتمس الأول قد رزق بولد وبنت هما تحوتمس الثانى وحتشبسوت، ولم يكن حق تحوتمس الثانى ثابتا فى العرش لأنه من زوجة غير ملكية، وكانت حتشبسوت هى الوريثة الشرعية للعرش، غير انها أنثى، الأمر الذى لم يكن يتقبله القوم ومن ثم فقد تزوج تحوتمس الثانى من حتشبسوت قبل أو بعد وفاة تحوتمس الأول وجلي على عرش الكنانة.
    وتشير نصوص مقبرة انينى إلى أن شرعية تحوتمس الثانى لعرش إنما قد اتت عن طريق زواجه من حتشبسوت فضلا عن أنه ابن تحوتمس الأول، ولكنه لم ينجب من حتشبسوت ولدا، بينما أنجب من زوجته الأخرى غير الملكية ولده تحوتمس الثالث والذى اختاره آمون وريثا شرعيا وصدق فرعون على ذلك وبعد وفاة تحوتمس الثانى تزوج تحوتمس الثالث من حتشبسوت وظل مجرد زوج الملكة حتى استطاع آخر الأمر أن ينفرد بالعرش.
    8- وفى عام 1932م عاد "كورت زيته" للمشكلة مرة أخرى، ونادى بأنه فى العام السابع عشر من حكم تحوتمس الأول تنازل عن العرش لولده تحوتمس الثانى وزوجه بأخته غير الشقيقة حتشبسوت ليصبح حقه فى العرش شرعيا، وبعد ثلاث سنوات تنازل تحوتمس الثانى عن العرش، وربما نحته حتشبسوت واجلست ولده تحوتمس الثالث، وكان ما يزال طفلا صغيرا ومن ثم فقد حكمت منفردة فترة ما بين خمس وتسع سنوات، عادت السلطة بعدها إلى تحوتمس الأول والثانى لأسباب غير معروفة وفى أثناء ذلك محى اسم حتشبسوت ثم مات تحوتمس الأول وانفرد تحوتمس الثانى بالعرش وبعد موت الأخير انفردت حتشبسوت بالحكم حتى موتها.
    9- وفى عام 1933م نشر "ادجرتون" مقالا أثار فيه الآراء السابقة، ثم ذهب إلى أن تحوتمس الثانى أراد أن يؤمن لولده تحوتمس الثالث وراثة العرش فدبر أمر اختياره عن طريق الإله آمون فى أحد الأعياد. عندما كان تحوتمس الثالث يعيش فى المعبد كواحد من كهانته ثم تزوج تحوتمس الثالث بعد وفاة أبيه من حتشبسوت صاحبة الحق الشرعى فى العرش والتى أصبحت شريكا له فى عرشه، وليست زوجه نسب، ومن ثم فقد أصبحت لها إدراة شئون البلاد بسبب قوة شخصيتها وصغر سن زوجها فضلا عن دمائها الملكية الأكثر نقاء من زوجها الطفل.
    وأما عن تهشم الخراطيش فقد تمت بعد وفاة حتشبسوت وبأمر من تحوتمس الثالث، الذى وضع خراطيش تحوتمس الأول والثانى فى مكانها ليشركهما فى الانقسام منها وذلك لأن افتراض فترة حكم لتحوتمس الأول والثانى بعد وفاة حتشبسوت أمر لا يمن قبوله وأما خراطيش تحوتمس الأول والثانى الأصلية فقد كانت من عمل حتشبسوت نفسها.
    10- وفى عام 1935 نادى "وليم هيز" بأنه عندما مات تحوتمس الأول خلفه ولداه تحوتمس الثانى وحتشبسوت، وكانت حتشبسوت طوال فترة حكم تحوتمس الثانى بمثابة ملكة لا تحمل من الألقاب سوى لقب الزوجة الملكية العظمى، غير أنها بمجرد موته أدعت لقب الملكة، فضلا عن أحقيتها فى اعرش، وأن حكمت أولا كوصية على تحوتمس الثالث.
    11- وفى عام 1938م أصدر "ايتين دريوتون" و "جاك فاندييه" كتابهما عن تاريخ مصر وذهبا إلى أن تحوتمس الأول تزوج من عحموزة الوريثة الشرعية لعرش حتى تصبح ولايته شرعية ذلك لأن أمه "سنى سونب" من دماء غير ملكية، وإنه رزق من عحموزة ببنتين، فضلا عن ولد من زوجته الأخرى غير الملكية "موت نفرت" يدعى "تحوتمس الثانى" الذى زوجه من أخته غير الشقيقة حتشبسوت من الزوجة الملكية عحموزة، وبالتالى أصبح تحوتمس الثانى ملكا شرعيا على مصر بعده.
    غير أن عدم أنجاب الزوجات الملكيات لطفال ذكور تكرر مرة أخرى مع تحوتمس الثانى وحتشبسوت، حيث رزقا بطفلتين، بينما رزق تحوتمس الثانى بولده تحوتمس الثالث من زوجته غير الملكية "ايزة" وهكذا جلس تحوتمس الثالث على العرش وتزوج من أخته غير الشقيقة التى أنجبها أبوه تحوتمس الثانى من حتشبسوت، وتدعى "مريت رع حتشبسوت" ثم سرعان ما زعم تحوتمس الثالث بعد ذلك أن اختياره للعرش كان من لدن الإله آمون، عندما كان طفلا يعيش فى المعبد بين الكهنة لأن أباه أراد أن يكرسه للكهنوت.
    وعلى أى حال، فلقد انتهزت حتشبسوت صغر سن تحوتمس الثالث، وعينت نفسها وصية على العرش، وإن كانت فى الواقع قد استولت على السلطة كاملة لمدة اثنى عشر عاما، وكان تحوتمس الثالث يظهر احيانا فى أوائل هذه الفترة فى الوثائق الرسمية خلف عمته حتشبسوت ثم لم يلبث أن انقطع ذكره،وعندما ماتت حتشبسوت استطاع تحوتمس الثالث أن يقبض على زمام الأمور بصورة فعلية وهكذا فإن المؤلفين يريان ترتيب الملوك كالتالى: تحوتمس الأول، ثم تحوتمس الثانى وحتشبسوت ثم تحوتمس الثانى، ثم حتشبسوت ثم تحوتمس الثالث.
    وانطلاقا من كل هذا، وتوفيقا بين الآراء المختلفة فالرأي عندي أن ترتيب هؤلاء الملوك فى أبسط صورة كالتالى: جاء بعد أمنحتب الأول ولده تحوتمس الأول (1528 – 1510 ق.م) والذى خلفه ولده تحوتمس الثانى (1510 – 1490 ق.م) وعندما مات هذا الأخير أعلن ولده تحوتمس الثالث ملكا على مصر تحت وصاية عمته حتشبسوت التى سرعان ما استأثرت بإدارة شئون البلاد، وأعلنت نفسها ملكة حقيقة على مصر حتى وفاتها حوالى عام 1468 ق.م، حيث انفرد تحوتمس الثالث بالحكم حتى وفاته عام 1436 ق.م، واعتبر ولايته للعرش إنما تبدأ منذ وفاة أبيه تحوتمس الثانى فى عام 1490 ق.م متجاهلا فترة حكم حتشبسوت وبالتالى فإن فترة حكمه إنما كانت فيما بين عامى 1490 ، 1436 ق.م.
    وأيا ما كان المر فلقد جاء بعد تحوتمس الثالث ولده امنحتب الثانى (1436 -1413 ق.م) ثم خلفه ولده تحوتمس الرابع (1413- 1405 ق.م) والذى يبدو من قصة الحلم أن هناك عقبات كانت تقف فى وجه توليته عرش الفراعين ربما لأنه لم يكن أكبر أبناء أبيه الخمسة وربما السبعة كما تشير إلى ذلك مقبرة مربية "حفر نحح" ومن ثم فإن نزاعا قد حدث بينه وبين أخوته على العرش وأن الأمور قد انتهت إلى أن يصبح العرش من نصيبه دون الآخرين، وربما وقف إلى جانبه كهان رع، بينما وقف كهان آمون إلى جانب منافسيه، ومن ثم فقد رأيناه يسعى إلى إحياء عبادة رع، وأن يقيم بين ذراعى أبو الهول فى الجيزة لوحة الرؤيا المشهورة فى العام الأول من حكمه، وفيها يقص علينا:

    لوحة الحلم لتحتمس:
    أنه كان فى يوم من الأيام فى رحلة صيد فى صحراء الأهرام، عندما كان أميرا. وأنه قد جلس فى ظل تمثال أبو الهول (حورم أم اختى) فأخذته سنة من النوم، رأى فيها الإله يتحدث إليه قائلاً "ولدى تحوتمس، تاملنى فأنا أبوك، أنى أهبك ملكى على الأرض لتصبح سيدا على الأحياء. وستلبس التاج الأبيض والأحمر وستكون لك الأرض بطولها والعرض وكل ما تضيئه عين رب الكل سيكون لك طعام الأرضين وجزية الممالك على مر الأيام وأنى موليك وجهى، فكن حفيظا على شئونى وحارسى لأنى أحس بوجع فى أعضائى لأن رمل الصحراء قد وصل إلى، التفت إلى وأعمل ما أريده لأنك أبنى الذى يحمينى أننى معك مرشدا وقائدا" وعندما سكت الصوت واستيقظ الأمير من سباته وفهم كلمات الإله ظل الصمت يزين قلبه.
    ومن البدهى أن هذه الرواية إنما هى محاولة لتبرير جلوس تحوتمس الرابع على العرش هذا فضلا عن أن هناك ما يشير إلى أنه قد محى من مقبرة مربيه "حقر نحح" أسماء أخوته المراء واستبقى اسمه فقط، عندما أصبح فرعون مصر بلا منازع. ولعل كهان آمون قد غضبوا منه عندما أبعد أخاه صاحب الحق الشرعى فى العرش فجافوه ولم يقروه على ما فعل الأمر الذى جعله يتجه إلى كهان رع ويسعى لإعادة عبادة معبودهم.
    بلا أن هناك ما يشير إلى أن تحوتمس الرابع قد حارب كهان آمون، كما تشهد بذلك لوحات الحدود فى العمارنة، فضلا عن تشجيعه لعبادة أتون، بدرجة لم يسبق لها مثيل، حتى أوشك أتباع الشمس فى عهده أن يتصدوا الدعوة، بل أن البعض إنما يذهب إلى أن تأليه أتون إنما يرجع إلى عهد هذا الفرعون الذى صدر على أيامه "جعران" تذكارى كبير الحجم جاء فيه أن أتون إلى أبد الآبدين، هذا فضلا عن أن هناك قطعة حجرية من العمارنة يظهر فيها الفرعون وهو يقدم قربانا لأتون بل أن اسم آتون إنما تسرب فى عهده إلى الجيش،فوجدت "سرية بها أتون" و "السرية اللألأة كآتون".

    أمنحتب الثالث وأولاده:
    جاء بعد تحوتمس الرابع ولده أمنحتب الثالث (1450 – 1376 ق.م) من زوجة الميتانية التى أعطيت الاسم المصرى "موت أم ويا" ربما بمعنى الإلهة موت فى قاربها المقدس، مما جعل وراثته للعرش المصرى منقوصة، ذلك لأن نظرية تولى العرش فى مصر تجعله وقفا على من كانت أمه من نسل ملكى، وكذلك يجب أن يكون أبوه، ومن هنا فقد لجأ أمنحتب الثالث إلى أسطورة المولد الإلهى عندما أحس أن أمه الأجنبية ربما تقف عقبة كؤود دون وصوله إلى العرش.
    وحتى لو ارتضينا ما ذهب إليه البعض من أن "موت أم ويا" لم تكن من أصل أجنبي فهى لم تكن كذلك من أرومة ملكية مما يخالف القاعدة الثابتة عند القوم، وهى أن يمتلى عرش مصر من تسرى فى عروق أمه وأبيه الدماء الملكية، أما أن كان ابنا لزوجة مصرية غير ملكية، فكان عليه أن يتزوج من أميرة من الفرع الملكى الخالص ليقوى بذلك شرعيته لعرش، ومن ثم يصبح أهلا لتولى عرش الفراعين، غير أن امنحتب الثالث إنما قد فعل غير ذلك تماما، حيث اختار له زوجة من عامة الشعب هى "تى"، أبوها "يويا" وامها "تويا" من موظفى كهانة الإله مين فى أخميم مخالفا بذلك أعراف القوم فى زوج ذلك الجالس على العرش وأم فرعون المستقبل.
    هذا وقد اختلف المؤرخون فى صلة أمنحتب بتحوتمس الرابع، فذهب فريق إلى أنهما شقيقان مادامت جثة الأخير التى كشف عنها فى مقبرة أمنحتب الثانى تبين أنها لشاب يبلغ الخامسة والعشرين من عمره بالكاد، فيما يرى "اليوت سمث" الذى عاد مرة أخرى، وقرر أن صاحب الجثة قد بلغ الثامنة والعشرين على الأقل وأن كهنة آمون قد كرهوا ما فعله تحوتمس الرابع بشأن احتضانه لعبادة الشمس، ومن ثم فقد أتوا بواحد من أبناء أمنحتب الثانى وأجلسوه على العرش ثم اختلقوا له قصة المولد الإلهي ليثبتوا أن الملك الجديد (أمنحتب الثالث) هو ابن الملك المتوفى (تحوتمس الرابع)، وأن حاول البعض كذلك أن يرى فى "موت أم ويا" الميتانية المذكورة فى قصة المولد الالهى امرأة أخرى غير زوجة تحوتمس الرابع الميتانية، وأن أمنحتب الثالث سرعان ما تزوج بفتاة من الشعب، ولم يكمل عامة الثانى على العرش وهو لم يكن فى حاجة إليه لأن الزواج المبكر كان ضرورة عندما يتزوج الجالي على العرش من ابنة الملك وربما أرملته، لعدم شرعيته للعرش حين تثار الشبهات حول هذه الشرعية.
    على أن هناك فريقاً أخر إنما يرى هذا ما نميل اليه ونرجحه أن أمنحتب الثالث كان أبنا لسلفه تحوتمس الرابع ولعل أكبر دليل على ذلك نجده فى المعبد الكبير الذى بناه أمنحتب الثالث فى اقصر حيث تنسب المناظر المنقوشة مولدا ليها للحاكم وكما كان الحال فى الدير البحرى نرى "موت أم ويا" أم أمنحتب الثالث تمثل كزوجة للإله آمون الذى يقال أنه انتحل صورة زوجها "من خبرو رع" (تحوتمس الرابع) هذا فضلا عن إننا لو سلمنا بأن تحوتمس الرابع قد مات فى سن الثلاثين فمن الممكن أذن أن يكون أمنحتب الثالث ابنا لتحوتمس الرابع وأنه كان متزوجا بعد وفاة أبيه بسنتين.
    وجاء بعد أمنحتب الثالث ولده أمنحتب الرابع (1367 – 1350 ق.م) وقد قام جدل طويل بين العلماء حول اشتراك اخناتون مع أبيه فى الحكم فى أخريات أيامهن الأمر الذى تحدثنا عنه بالتفصيل فى كتاب "أخناتون" وعلى أى حال فلقد بلغ سنوات قليلة وأن ذهب البعض إلى أنها قد تصل إلى أثنى عشر عاما.
    هذا ويقدم أصحاب فكرة الحكم المشترك بين الرجلين الكثير من الأدلة والتى
    منها أولا:
    أن هناك كتلة حجرية من أتريب نقشت ببقايا من ثلاثة خراطيش يرى غيرمان أنها ذا رممت فإنها تقدم اسم أخناتون (أمنحتب الرابع) أولا بجانب اسم أبيه وأن كان سابقا لهن وأن الخراطيش تؤكد أن الملكين إنما يقف الواحد بعد الآخر وأن الأكبر يسبق الأصغر مما يشير لى أنهما كانا يحكمان معا وأن الأصغر كان فى بعض الأحايين يسبق الأكبر فيما قبل العام السادس لحكم أمنحتب الرابع هذا فضلا عن أن "فيرمان" إنما يشير إلى أنه قد عثر فى "أخناتون" على آثار يمكن أن تقرأ عليها أسماء أمنحتب الثالث وأمنحتب الرابع جنبا إلى جنب مما يشير إلى مشاركة فى الحكم بين الرجلين.
    ومنها ثانياً:
    ما يشير إليه "الدرد" من مناظر فى العمارنة على مقبرتين أرجعهما إلى العام الثانى عشر من الحكم المشترك بين الرجلين وتمثل هذه المناظر تديم هدايا لى فرعون من المصريين والجانب سواء بسواء ولا تدل على أن هذه الهدايا نتيجة حملات حربية بقدر ما تظهر ولاء أصحابها للجالس على العرش فى العمارنة وتخليد ذكرى انفراده بالعرش فى العام الثانى عشر من الحكم.
    ومنها ما أشار ليه "جيلز" من أن أخناتون كان يعتبر نفسه الشخصية الرئيسية وصاحب الأولوية على أمنحتب الثالث أثناء فترة المشاركة بل أنه انما يذهب الى أن أمنحتب الثالث قد تنازل عن العرش لولده اخناتون لبان حياته الأمر الذى لا يتفق مع التقاليد المصرية على أساس أن الفرعون كان يحمل الصفات الإلهية كما أن نشاط أمنحتب الثالث المعمارى إنما يتعارض مع هذا الاتجاه هذا فضلا عن أن رسائل العمارنة لم توجه لى أخناتون إلا بعد وفاة أبيه.
    وهكذا دفعت هذه الأسباب بعض الباحثين لى القول بأن أخناتون قد شارك أباه أمنحتب الثالث فى الحكم فترة ربما بلغ مداها أحد عشر عاما وربما اثني عشر عاما وأن هذا الحكم المشترك ربما بدأ فى العام الثامن والعشرين من حكم أمنحتب الثالث بل أن هناك من ذهب لى أن الرجل قد تنازل عن العرش لولده أخناتون بعد العام الأربعين من الحكم ولو صدقنا ذلك وأن أمنحتب الثالث عاش حتى السنة الثانية عشرة من حكم ابنه فلسنا ندرى سبب تنازله عن العرش ولم رضى بالموافقة على انقلاب كهذا يتم على يد شاب صغير.
    ومنها ثالثاً:
    أن لوحات الحدود التى أقيمت فى السنة السادسة سنة الانتقال إلى العمارنة لم ترد فيها أية أشارة لى أمنحتب الثالث وربما كان هذا دليلا على وفاته.

    ومنها رابعا:
    أن بعض رسائل العمارنة والتى تحمل أرقام 36 – 37 – 38 – 39 تشير بطريق غير مباشر إلى عدم وجود هذا الحكم المشترك فمثلا الرسالة 37 والموجهة من توشراتا ملك مينانى الى الملكة تى جاء فيها ((أنت تعلمين أن علاقة ود كانت تربطنى بزوجك نيموريا وسوف تكون مع ولده عشرة أمثال هذه العلاقات القلبية وأن الهدايا وتماثيل الذهب التى طلبتها من المك لم تصلنى غير أن ولدك بنخوريا قد أرسل الى تماثيل من خشب وأن كسيت بذهب رغم أن الذهب فى أرض ولدك كالتراب)).
    ومنها خامسا:
    أن نتائج مشروع معبد اخناتون أن الكرنك قد أظهرت أن اخناتون لم يكن شريكا لأبيه فى الحكم وأنما تولى العرش بعد وفاته ذلك لأن اسم أمنحتب الثالث لم يذكر على أحجار هذا المعبد الذى شيده أخناتون فى بداية حكمه.
    هذا ومن المعروف أن أخناتون قد أشرك معه فى الحكم أخاه "سمنخ كارع" بعد أن زوجه من ابنته الكبرى "مريت أتون" الأمر الذى تحدثنا عنه بالتفصيل فى كتابنا "أخناتون" غير أن هناك من يذهب لى أن "سمنخ كارع" لم يقدر له أبدا أن يحكم بمفرده دون أن يشاركه اخناتون فى هذا الحكم وأنه مات وربما خلع فى نفس الفترة التى مات فيها أخناتون فى عام 1350 قبل الميلاد.
    وعلى أى حال فالذى لا شك فيه أن سمنخ كارع قد شارك أخاه أخناتون فى الحكم حينا من الدهر وأنه قد بدأ المشاركة فى العمارنة وليس فى طيبة كما يؤيد ذلك قاعة لتتويج التى شيدت من اجله فى جنوب قمر أخناتون الكبير وعند هذا نلى اسما تتويجيا هو "عنخ خبرو رع" وأيا ما كان المر فلقد سبقت نهاية سمنخ كارع موت أخناتون أو أعقبته بفترة قصيرة وان كان من المرجح أن زوجته "مريت أتون" قد سبقته الى العالم الآخر.
    وكان خليفة أخناتون وسمنخ كارع هو "توت عنخ آمون" (1347- 1339 ق.م) الذى سيظل أسمه مشهورا دوما بسبب ذلك الاكتشاف المثير الذى قام به "هوارد كارتر" عندما كشف عن مقبرة الرجل فى الرابع من نوفمبر عام 1922م (1342ه) وهو لم يكن يزيد عن الثامنة عشر من عمره عند وفاته مع ذك فقد حكم ثمانى سنوات كاملة هذا ويذهب بعض الباحثين على أنه قد وصل إلى العرش عن طريق زواجه من ابنة أخناتون "عنخ اس ان با أتون" الأمر الذى تم على أيام أخناتون أو عند تولية توت عنخ آمون العرش مباشرة.
    على أن هناك فريقا آخر نما يذهب الى أن حق الصبى فى العرش كان ثابتا ومؤكدا ذلك لأن أعلى سنة لحكمه غنما كانت العاشرة طبقا لبطاقة على أناء نبيذ وجدت فى مقبرته ومن ثم فمن غير المعقول أن طفلا فى الثامنة أو التاسعة من عمره يمكنه أن يكون صاحب قوة ونفوذ يصل بهما إلى العرش ثم يصون هذا العرش عن طريق الزواج من أميرة ملكية ما لم تكن له فيها حقوق ثابتة وتابعة منه شخصيا.
    غير أن المر لم يكن كذلكن فهناك نقش غير منشور يرجع إلى أيام أن كان توت عنخ أمون أميران وليس ملكا يقول فيه "انه ابن ملك بالميلاد وليس بالتبنى" والأمر كذلك بالنسبة لى "سمنخ كارع" الذى تدل جثته على أنه مات فى حوالى التاسعة عشرة من عمرهن وأنه قد اختير شريكا لأخناتون وكان توت عنخ آمون فى السادسة أو السابعة من عمرهن وأن سمنخ كارع لم يفضل على توت عنخ آمون فى اعتلاء العرش إلا إذا كان هو كذلك ابن ملك.
    ومن ثم فقد ذهب كثير من الباحثين الى أن الرجلين أخوان وأن فى بقايا جسديهما من صفات متقاربة ما يؤيد ذلكن وأن هذا التشابه العائلى انما كان سببه أنهما أبناء رجل واحد هو "أمنحتب الثالث" وقد رزق بهما من ابنته "ست آمون" على رأى ومن زوجة غير ملكية لم تزل مجهولة حتى الآن على رأى آخر بل أن هناك من يذهب الى أنهما أخوان شقيقان لأخناتون وأن أمهم جميعا هى الملكة "تى".
    على أن هناك وجها ثالثا "للنر" يذهب إلى أن سمنخ كارع وتوت عنخ آمون كانا ولدى أخناتون نفسهن وقد ولدا له من بعض جوارى قصرهن وأنهما قد خلفاه على عرش الفراعين الواحد تلو الآخر.

    الزواج من البلاط الملكى

    آى وحور محب:
    جاء بعد توت عنخ أمون الملك "آى" (1339 – 1335 ق.م) والذى كانت تربطه بالمدعو "يويا" الذى رأينا فيه أبا الملكة "تى" قرابة ليت موضع نزاع كما كان كل من الرجلين يحمل معظم الألقاب العسكرية التى كان يحملها الآخر فضلا ع لقب "الأب الألهى" أو الأب المقدس كما أن أسماءها الشخصية توحى بشئ من صلة القرابة هذا لى جانب الرابطة الوثيقة بين كا منهما وبين مدينة أخيم حيث كان "يويا" كاهنا للإله مين ومشرفا على ماشية اله وحيث أقام الملك آى هناك هيكلا وخلف نقشا طويلا وكما كانت تويا زوجة يويا أما للملكة تى كانت الملكة تى زوجة املك آى مربية للملكة نفرتيتى من قبل.

    هذا فضلا عن أنه ليس مجرد صدفة أن نجد رجلين يعاصر الواحد منهما الأخر ويتفق فى ألقابه ومستقبله وأن ينسب كل منهما لى مدينة أخميم أضف على ذلك كله هذا الشبه الجسمانى العجيب بين الرجلين ومن ثم فقد ذهب بعض الباحثين إلى أن "آى" إنما كان أبنا ليويا وذهب آخرون لى أن كلا من "يويا" و "آى" وكذا "تويا" و (تى) هم نفس الأشخاص وهكذا فيما يبدو أن مركز "أى" الهام فى بلاط أمنحتب الثالث وخلفائه غنما يعتمد على أن الرجل كان أخا للملكة "تى" وخالا لداعية التوحيد "أخناتون".

    وعلى أى حال فلقد خلف "آى" توت عنخ آمون على عرش الكنانة ونراه فى مقبرة الأخير يقود الموكب الجنازى، مما يشير لى أنه كان القوة المحركة للعرش على أيام الفرعون الصبى بل أن هناك من يذهب الى أنه ربما قد اشترك فى الحكم على أيام الفرعون الصبى وربما قد حكم فعلا.

    وانتهت أيام "آى" على العرش سواء كان عن طريق ميتى طبيعية أو أن الرجل قد اغتيل أو أن حور محب قد خلعه فان عدم وجود وريث شرعى له قد مهد الطريق إلى "حور محب" ليجلس على عرش الكنانة (1335 – 1308 ق.م).
    وكان الاحتفال بعيد أوبت هو الفرصة الثانية لتتويجه ملكا الأمر الذى كان مدبرا منذ أمد طويل ثم أكمل ذلك بالزواج من الأميرة الملكية "موت نجمت" (موت نزمت) أخت نفرتيتى حتى يكسب شرعية ارتقاء عرش أسلافها من الفراعين العظام وأن كان هناك من يذهب لى أنها ماتت بعد أن حققت لحور محب هدفهن واكتسبته الشرعية ثم كتب لها أن تكون أول ملكة تدفن فى الوادى الجنوبى لجبانة طيبة والذى عرف فى عصر الرعامسة باسم "وادى الملكات".

    وعلى أى حال فهناك تمثال جميل فى متحف تورين يمثل حور محب وموت نزمت مع نص طويل على القاعدة يروى فيه قصة ارتحاله إلى طيبة ليتوج هناك وذلك بعد مقدمة تتصل بالأحداث السابقة وأبهم التعبير فيها ونحن نعلم من النص أنه كان مواطنا فى بلدة غير مهمة هى "حنس" على الضفة الشرقية للنيل وربما كانت "حوت نسوت" على مبعدة 5 كيلا جنوبى شارونة مركز مغاغة، وأنه يدين بالولاء للإله حور واللغة المستخدمة لرواية قصة حياته مبالغ فيها كالمعتاد حتى لنجد صعوبة فى الوصول إلى حقائق تاريخية ثابتة من ورائها ومع ذلك فهناك ما يشير إلى أنه كان يحمل لقب "نائب الملك" مما دفع البعض إلى الظن بأنه كان يدير الحكومة فى الشمال عندما كان اخناتون يحكم من العمارنة.

    هذا وقد اختلف الباحثون حول مكان حور محب بين ملوك الأسرتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة فهناك من يراه آخر ملوك الأسرة الثامنة عشرة بسبب زواجه من الأميرة "موت نجمت" آخر ملوك الأسرة الثامنة عشرة على أن هناك من يراه مؤسسا للأسرة التاسعة عشرة على أساس أن الرحل لا تربطه بالأسرة الثامنة عشرة أى رباط من دم

    على أن هناك رأيا ثالثا يذهب صاحبه "سير ألن جاردنر" على أن "حور محب" غنما كان يشغل مكانا وسطا بين الأسرتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة ذلك لأن والديه غير معروفين كما أنه ليس هناك من سبب يدعونا إلى أن نفترض أن الدم الملكى يجرى فى عروقهن وأن كان من الممكن أنه كان يجرى فى عروق زوجته "موت نزمت" وليس هناك ذكر لأولادهما والأمر كذلك بالنسبة إلى الأسرة التاسعة عشرة فإننا لا نستطيع أن نؤكد أية قرابة بمؤسس هذه الأسرة بل أن الأمر غير محتمل تماما.

    الولادة الإلهية لــ"حتشبسوت"

    عندما توجت "حتشبسوت" كفرعون أمرت بنقش مشاهد ولادتها فى معبد الدير البحرى على الجانب الشمالى من الجدار الذى يحمل الشرفة العلوية ان "آمون" الإله العظيم سيد السماء وعروش القطرين الذى اتخذ من طيبة مقرا له يتجلى هنا بصفته والدها وبالفعل فأن هذه المشاهد هى أول رواية تصل إلينا عن الولادة الإلهية وتعود الى العام 1500 تقريبا قبل الميلاد.
    كانت "حتشبسوت" تعرف الحكاية الشعبية التى كان "جدى" أحد كبار السحرة قد رواها على مسامع الفرعون "خوفو" ليرفه عنه ويبدد شعوره بالملل كان "جدى" عجوزاً بلغ من العمر مئة وعشر سنوات. ورغم ذلك كان ما يزال يأكل من الخبز خمسمائة رغيف ومن اللحم نصف عجل ويشرب مئة بريق من الجعة. وكان يعرف كيف يعيد رأسا على مكانه بعد قطعه ويجعل أسداً يسير خلفه وكان على علم بأسرار معبد "تحوت".
    غير أن "جدى" كان قد أعلن أن امرأة ستحمل حملاً إعجازياً بثلاثة أطفال ويكون والدهم هو إله الشمس "رع" ذاته، وعندما حلت ساعة الوضع، أرسل صاحب الجلالة "رع" الإله الفخارى "خنوم" برأس كبش وفى صحبته أربع إلهات متنكرات على هيئة راقصات موسيقيات للمساعدة على ولادة الطفال الإلهيين الثلاثة والإلهات هن: "إيزيس" و "نفتيس" و "مسخنت" و "حقات".
    وسوف نتعرف على جدران معبد الدير البحرى على أبطال هذه الحكاية كان "جدى" يروح عن نفس فرعون ليبدد ملله، كانت حكايته تفسر وتشرح أسطورة مولد "حورس" الجد الأعلى لفرعون، وكانت شخصيات الحكاية تحل محل شخصيات الأسطورة، اما "حتشبسوت" فستستعيد البعد الأسطورى، وسوف تلهم الأسطورة الحكاية الرومانية التى تروى قصة "جوبيتير" و "السيمان" ألم يتخذ "جوبيتير" هيئة "أمفيتريون" زوج "السيمان" للتسلل إلى جوارها؟ وستتحول الأسطورة إلى المسرحيات الدينية المسيحية التى كانت تقام عروضها فى باحات كبرى الكاتدرائيات.
    ولكن فلنعد إلى معبد الدير البحرى:
    يحضر عدد من الآلهة ولادة "حتشبسوت" فبالإضافة إلى "مونتو" الإله المحلى القديم لمدينة طيبة وهو إله برأس صقر وريشتين، تحضر "حتحور" زوجة حورس الصقر وألهة الأسرات الملكية من التاسوع الكبير فى هليوبوليس "شو" و "حتشبسوت" و "جب" و "نوت" و"أوزيريس" و "إيزيس" و "نفتيس" و "ست".
    القضية على قدر كبير من الأهمية؛ فالمسألة مرتبطة بميلاد أميرة ذات حول وطول، سيكون عهدها عهداً مجيداً وقوياً ويبلغ "أمون" هذه الآلهة المجتمعة أنه يتطلع إلى هذه الطفلة التى ستحكم مصر ولإنجاب "مات كارع" هذا املك الذى سيتربع فى المستقبل على عرش الوجهين القبلى والبحرى فإنه يتحرق شوقاً إلى الزوجة التى يحبها "تحوتمس" الأول والد "حتشبسوت" وهذه الطفلة وهى ثمرة عشقه سوف يقوم بتلبية كل طلباتها.
    سوف أكون حامى أعضائها فى حين أنها تنمو وترتقى سوف أمنحها كل السهول وكل الجبال. سوف تهدى جميع الأحياء. ومن اجلها سوف أوحد القطرين فى سلام سوف تشيد معابدك وسوف تكرس مساكنك وسوف تكثر من أرغفة الخبز المقدمة لك وتعيد الاخضرار إلى موائد قرابينك وسوف أعمل على أن تعطى (مصر) فى زمانها أنهر نيل عظيمة وكل من يثنى عليها ويشيد بها سوف يحيا ومن يسب ويلعن مستخدماً اسم أحبة الجلالة سوف يلقى حتفه على الفور.
    حينئذ، أرسل الإله الشمس "آمون – رع" وزيره الإله القمر "تحوت" ليبلغ من ستصبح أماً بقراره إن "تحوت" هو الرسول ولسان حال الآلهة.

    ((أذهب إلى مسكن العاهل الملكى القائم فى الكرنك وابحث عن اسم هذه الشابة فأنا موجود فى الأفق الذى فى السماء)).

    وأنجز "تحوت" مهمته ونقل رسالته.
    ((هذه الشابة التى حدثتنى عنها، خذها الآن، إنها تدعى "أحمس" إنها أجمل من غيرها من النساء فى هذه البلاد بأسرها إنها زوجة هذا العاهل الملكى ملك الوجهين: القبلى والبحرى الملك "عاخبر كارع")).
    فتقمص "آمون" هيئة الملك "تحوتمس الول" واصطحبه "تحوت" إلى حيث الملكة "أحمس"، وهكذا جلس الإله والملكة وجها لوجه على السرير المزدان برءوس أسود. فالأسود تشرف على الولادة والنوم والموت. إنها ترمز إلى الأبواب التى تفضى إلى عالم الليل هذا العالم الذى ينتهى بالخروج إلى النهار.
    ((ووصل هذا الإله العظيم (وصل) آمون القائم فى جنوب الكرنك وى رفقته رسوله "تحوت".))
    ((فوجدها بينما كانت تستريح فى بهاء قصرها استيقظت على عبير الإله، وابتسمت فى حضرة صاحب الجلالة عندئذ دنا منها على الفور وهو يتحرق شوقاً إليها فوضع قلبه عليها وجعلها تراه على هيئة إله وضمها إليه بينما كانت مغتبطة لأنها تستطيع مشاهدة جماله وإذا بحبه يتسرب إلى جسدها وانتشر عبير الإله فى أركان القصر فقد جاءت كل هذه الطيوب من "بونت" وصنع جلالة هذا الإله معها كل ما يشتهيه وعانقته)).
    لقد حدث كل شئ بأكبر قدر من الحياء إن ساقى الإله والملكة تتداخلان بالكاد، ولكن فيضا من الحياة يصل بينها وهو ما يعنى أن الزواج المقدس مصدر عملية الخلق.
    إن الإلهيتين "نيت" و "سرقت" تسندان قدمى "آمون" والملكة ويحضر المشهد الإله الفخارى "خنوم" وهو سيتولى تجسيد سر الولادة الإلهية ليعطيها هيئتها المادية سوف يشكل طفلين على عجلته: "حتشبسوت" وقرينها، والقرين هو هذا التوأم الذى يرافق الملك على امتداد حياته هو قوة الحياة التى تنمو بعد وفاة الملك وتضمن له انتصاره على الموت وإذا كان يبدو الطفل وقرينه ذكران، إلا أن النص بأكمله فى صيغة المؤنث.
    ((لقد شكلت هذه الفتاة "ماعت كارع" التى تخصك، شكلتها من اجل الحياة والرخاء والعافية، من اجل القرابين، ومن أجل الطعام، ومن اجل الفطنة والذكاء والحب من أجل كل ما لذ وطاب.))
    فهل تدخل المرمم فى زمن "رعمسيس" الثانى ليبدل جنس هذين الطفلين؟ ويمكن ملاحظة طمس وشطب بعض العلامات: فقد حل اسم "أحمس نفرتارى" محل اسم "أحمس" ما نصيب الخطأ فى ذلك؟ ما نصيب التغيير المقصود؟ ولماذا ظهرت "حتشبسوت" فى هيئة صبى؟ كلها أسئلة دون إجابة يقينية.
    كان "تحوت" قد أبلغ الملكة "أحمس" أنها ستصبح أماً لطفل ذائع الصيت، وأنها بوضعها المرموق بصفتها أميرة تقف فى مقدمة المحظيات والأثيرات، إنها السيدة التى تشاهد "حورس" و "ست" والتى اقترنت بـ"حورس" وإذا بـ"أحمس" تلد هذا الطفل الذى شكله الإله الفخارى "خنوم" تلد وهى جالسة على عرشها، إنها تحتضن الطفل، إن جماعة من الآلهة تحميها ومن حولها المرضعات والقابلان الإلهيات. ها هى "مسخنت" والآلهة رئيسة المرضعات، وأبوها "رع" ثم "بس" الإله القزم و"تاورت" الآلهة فرس النهر، فالأول هو سيد العشق والحب، والأخرى هى سيدة الخصوبة، وتبتهج وتغتبط أرواح "به" و "نخن" وأرواح الشرق والغرب، وتطعم الملكة "أحمس" الطفل بينما تضع الإلهات علامة الحياة فوق رأسه فيوهب ملايين الحيوات.
    وتقدمها "حتحور" إلى "آمون" الذى يعانق الطفل الصغير مراراً وتكراراً والذى يستقبلها بصفتها الأبنة المولودة من صلبه الصورة المتألقة المنبثقة من ذاته ("إيتت آخ") إنه يحبها أكثر من أى شئ آخر.
    لك التحية أيتها الابنة المولودة من صلبى (أيا) "ماعت كارع"، الصورة النورانية المنبثقة من داخل (ذاتى) أنت التى تحتفظين بالقطرين فى حوزتك، على عرش "حورس"، مثل "رع".
    ويلاطف "آمون" و "حتحور" الطفل.
    ويُصدر "آمون" أمره بتوفير الغذاء لصاحبة الجلالة ولجميع كاءاتها إن الملكة جالسة على سرير برأس أسد، وتتولى إلهتان على هيئة بقرتين إرضاع "حتشبسوت" وقرينها، كما تتولى المرضعات إرضاع كاءات "حتشبسوت" الأخرى، وقيل إن لها أربعة عشر "كا" وسبع "باءات" وتحمل المرضعات علامة الـ"كا" فوق رأسها: ساعدين مرفوعين، أو علامة الـ "حمسوت": سهم وترس سيدتهن، الآلهة "نيت"، وفى الصورة يتناوب الـ"كا" مع الـ"حمست" مقابلة الأنثوى إن اللبن الذى تتغذى عليه "حتشبسوت" وكاءاتها يأتى من هذا المبدأ للحياة: الذكورة والأنوثة، إنه مبدأ للحياة يتجاوز حدود مصائر البشر العادية وتقربه من الشمس ومثل الشمس ستتمتع "حتشبسوت" بحيوات متكررة ومتعاقبة ويقدمها "آمون" مع "كا" ئها إلى "تحوت" الإله القمر، سيد الكلمة والكتابة، وسيصبح وزيرها كما أنه وزير الشمس والإلهان "حعبى" و "حكا" يقدمانها إلى إلهة أخرى، فأحدهما وهو إله النيل يمنحها الخصوبة، والآخر وهو إله السحر يمنحها موهبة الكلام.
    ويدحرج "أنوبيس" أمامه قرصاً، إنه قرص الزمان الذى يدور حول نفسه عدداً لا نهائيا من المرات، أما الآلهة "سشات" وقد اتخذت هيئة "سفخت عبوى"، فإنها تمنحها أعداداً كبيرة من أعياد "سد"، وإبان هذا العيد يتجدد الـ"كا" الملكى لأن "حتشبسوت" مثلها مثل الشمس ستولد من جديد لمرات لا حصر لها وهكذا يتكرر سر ولادتها إن وجود "حتشبسوت" قائم خارج خط الزمان مستقيم، إنه وجود فى الأسطورة فى العود الأبدى.
    وهنا نصل إلى مشهد الطفلة "حتشبسوت" وقد تطهرت بالمياه التى يسكبها عليها "حورس" و "آمون" إنه إرهاص يسبق المعمودية المسيحى.
    وتشب الطفلة وتترعرع إنها محبوبة "آمون" وإذ تجلس فى حجر "أمون" فإنها تداعب خد أبيها إله طيبة
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    توارث العرش عند ملوك الدولة الحديثة
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    رجالة ايجوث :: الارشاد السياحى :: مع الفراعنة-
    انتقل الى: