التمائم عند المصرى القديم

عرف قدماء المصريين التمائم ، وحرصوا على اقتنائها ووضعوها ضمن حليهم وملابسهم ، وصار مدلول التمائم لديهم بأن لها القدرة على حماية الفرد من الأذى والضرر وتعصمه من الشر ، وتسلم له روحه ، كما تعني أيضاً حسن الطالع وعلامة من علامات تمني البقاء والصحة في كل شئ ، ونتيجة لذلك حرص المصري القديم على أن يزود قبره بالتمائم وكانت لها أشكال متعددة من طبيعية أو حيوانية ، أو بشرية ، أو طيور ، أو حشرات.

والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة ، نذكر منها على سبيل المثال بعض التمائم لحيوانات مفترسة مثل الأسد ، وقد قدست مثل هذه الحيوانات لضراوتها أو قوتها كما كانت تعني رمزاً للسلطة المسيطرة ، وقدست أيضاً حيوانات لفائدتها مثل الثور والكبش والضفدعة ، حيث أثرت مثل هذه الحيوانات في المصري القديم ، وذلك بسبب قدراتهم الانجابية ، وقواهم الاخصابية ، وأيضاً البقرة لعنايتها الفائقة بوليدها وحنوها عليه ، ألهمهم ذلك بتقديسها كرمز للأمومة.

مادة صناعه التمائم:-

كما صنعوا التمائم من مخالب وقرون الحيوانات وسن الفيل ، حيث تعطي حاملها قوة طول العمر .
وقدسوا كذلك الطيور وصنعوا على أشكالها التمائم ، وذلك لقدرتها الفائقة على التحليق في الجو إلى مسافات عظيمة في ارتفاعها ، وقدرتها على القنص ، مثال على ذلك الصقر حورس وغيره من الطيور.
كما قدسوا بعض المنتجات البحرية الطبيعية مثل المحار وبعض الأصداف البحرية حيث رأوا فيها عامل الولادة بالنسبة للمرأة ، لما بينها وبين عضو تناسل المرأة من تشابه ، وكانت مثل هذه التمائم لها القدرة على حماية أعضاء المرأة التناسلية من الإجهاض وتأثير العقم.

ومن أهم الأغراض التى كان المصرى القديم يهدف إليها بحرصه على التزين هو استخدامها كتمائم أو تعاويذ توفر لهم الحماية من بعض القوى الشريرة التى قد تؤذيهم أو توقع بهم الضرر. وهذه القوى الشريرة كانت تتمثل فى بعض الحيوانات أو الكائنات الأخرى المؤذية مثل التماسيح والثعابين والعقارب وما شابه ذلك.

أو تتمثل فى أشياء غير مرئية وتتسبب فى الأمراض أو الحوادث أو الظواهر الطبيعية الضارة كالفيضانات الجارفة أو العواصف العاتية أو الجفاف والقحط. وحتى يتقى الإنسان القديم هذه القوى الشريرة فكان يرتدى تمائم أو تعاويز تحميه منها. والتى مازالت تستخدم عصرنا الحالى لتدفع عن ما يرتديها أضرار الحسد وغيره مما يعتقد فيه من أضرار.

ولقد مرت هذه التمائم بمراحل تطور خلال العصور التاريخية القديمة ، فكانت توضع مع المتوفى فى المدافن المبكرة ثم فى أواخر عصر ما قبل التاريخ ، وفى العصور التاريخية المبكرة كانت توضع عن قصد وهو حماية المتوفى فى العالم الأخر . وفى بداية عصر الأسرات ظهرت نماذج بجانب المتوفى كأوانى الحبوب بجانب أوانى كبيرة وشرائح اللحمة ونماذج للطعام.

وقد تمكن علماء المصريات من تصنيف التمائم المصرية إلى خمسة أنواع رئيسية وهى:

النوع الأول :وهو التمائم المشابهة والتى تشبه المتوفى والتى والتى تمثل أعضاء الجسم للإنسان والتى يمكنها أن ترد إليه ملكاته الحسيه.

النوع الثانى : وهو التمائم الخاصة بالقوة وهى من أجل إمناح القوة وخاصة التى توضع على الميت.

النوع الثالث : وهو التمائم التى تشمل القرابين اللجنازية.

النوع الرابع : وهو التمائم من أجل الحماية ذات الصفة الوقائية.

النوع الخامس : وهو التمائم التى تأخذ شكل الآلهة والتى لها صلة بعبادة الآلهة وأعمالهم.